في معرض تعليقه على المواقف الأوروبية الأخيرة المعارضة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وخصوصاً لحملته لدعوة الناخبين للاستفتاء على الدستور في منتصف الشهر المقبل، أشار الكاتب السياسي مراد يتكين الى مثل تركي قديم يقول: “عدو ذكي أفضل من صديق أحمق”.
وقال إن هذا المثل ينطبق جزئياً على غلاف باللغة التركية، لصحيفة بليك السويسرية، وفيه صورة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ملقياً تحيته المعهودة “رابعة”، ودعت الأتراك لقول كلمة “لا” للديكتاتورية في تركيا، عبر التصويت بـ “لا ” في استفتاء 16 إبريل.
خطوة حمقاء
ويرى الكاتب أن سبب عدم تطابق المثل تماماً مع تلك الدعوة، لا يعود لأنه ليس من الصعب وصفها بكونها خطوة حمقاء، ولكن لشدة صعوبة اعتبارها لفتة ودية. ويلفت إلى أن اعتقاد محرري بليك أن تركياً واحداً سيغير رأيه من “نعم” إلى”لا” بعد قراءة ذلك المانشيت والرسالة الواضحة، فهم واهمون ليس لعدم إدراكهم شيئاً عن السياسات التركية، بل في الواقع، وإنما لعدم معرفتهم بالسياسات في أي مكان آخر.
وعلى عكس ما رسمته الصحيفة، يرى الكاتب احتمال أن يغير بعض العازمين على قول “لا” رأيهم، كرد فعل على ذلك المستوى من التوجيه الفاضح وصيغة التكبر، لا العكس. وبالفعل ظهر قبل أيام، على شاشة التلفزيون، أحد نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مبدياً امتنانه لألمانيا وهولندا، لأنه قدر حصول زيادة بنسبة 2% لمن سيقولون “نعم”، بسبب التوتر الأخير.
عنوان تحريضي
ويتساءل يتكين عما إذا كان أي مواطن سويسري سيغير رأيه بشأن استفتاء سيجرى في بلده، عندما يقرأ صحيفة تركية مع عنوان تحريضي وبلغته. لم تكن تلك الخطوة ذكية ولا ودية، بحسب الكاتب، لأنها ساهمت في إذكاء التوتر الحالي بين تركيا وهولندا، والذي انتقل إلى مناطق أخرى في أوروبا حيث يقيم أتراك. كما ساهمت الصحيفة السويسرية في نشر خطاب كراهية في أوروبا وتركيا.
ويلفت الكاتب إلى أن الفجوة بين تركيا والاتحاد الأوروبي اتسعت. فقد انتقدت وزارة الخارجية التركية مسؤولين في الاتحاد الأوروبي لدعمهم هولندا بالرغم من حدوث “انتهاكات لحقوق أساسية بحق أتراك وتركيا”. وأعرب كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب المعارض، أنه بالرغم من كلمات الرئيس التركي ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، فإن الساسة اليمينين في الاتحاد الأوروبي يعملون لصالح التصويت بـ “نعم” بهدف تنفير تركيا أكثر وأكثر.
تباعد
ويرى يتكين أنه لن يكون لصالح تركيا ولا للاتحاد الأوروبي أن يسيرا في طريقين متباعدين. ولا يتعلق الأمر بالشأن الاقتصادي وحسب، وإنما أيضاً بالأمن والسلام ونشر الديمقراطية في جزء من العالم.
وبحسب الكاتب، يجب أن تقوم هذه العلاقة على الاحترام المتبادل للحقوق والمبادئ. وكلما نشطت الديبلوماسية كان ذلك أفضل لتركيا والاتحاد الأوروبي.