رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت أن استقلال كتالونيا عن إسبانيا شأنا داخليا إلا أن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت مثيرة للجدل، حيث إنها قالت إن “الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر استفتاء كتالونيا شأنا داخليا، ويترك الأمر للحكومة والشعب هناك لحل القضية، بينما سنعمل مع أى حكومة أو كيان بعد حل الأزمة”، وهو ما يدل على أن واشنطن لا تمانع أمر الانفصال وأنها ستتعامل مع الأمر، وتتعامل مع كتالونيا بعد الاستقلال بشكل طبيعى.
وكانت صحيفة “الباييس” الإسبانية نقلت عن رئيس حكومة كتالونيا كارليس بوديجيمونت رؤيته بأن واشنطن بهذه التصريحات تحترم إرادة الشعب الكتالونى ونتيجة الاستفتاء”.
وسبب تأييد واشنطن لمثل هذا الانفصال يعتبر واضحا، وهو تمزيق الاتحاد الأوروبى، وتعكير صفو الاتحاد الأوروبى، خاصة فى عهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث إنها كانت أيدت من قبل خروج بريطانيا من الاتحاد وتشجيعها على ذلك، لأن هذا سيصب فى مصلحتها فى النهاية لانشغال الاتحاد الاوروبى فى القضايا الداخلية من الحركات الانفصالية ولا يقوم بمنافستها فى القضايا الدولية.
إلا أن هذا الموقف كان بعكس موقفها من موضوع استفتاء كردستان واستقلاله فعارضت ذلك بقوة ورفضته وحركت دول المنطقة التابعة لها من العراق إلى إيران وتركيا لمعارضته ورفضه، لأن ذلك لا يصب فى مصلحتها فى الوقت الحالى، خاصة أنها هى صاحبة النفوذ فى العراق.
والموقف الأمريكى فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما تجاه استفتاء استقلال كتالونيا فى نوفمبر العام الماضى، كان واضحا وصريحا، حيث إن أوباما كان من أشد معارضى انفصال كتالونيا، وقال إنه يرغب فى أن تكون إسبانيا دولة موحدة وقوية.