افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي ، اليوم الأربعاء، متحف الفن الإسلامي في باب الخلق، بحضور كبار رجال الدولة وممثلين عن منظمة اليونسكو ووزارتى الآثار والسياحة.
وتعرض المتحف الإسلامي ومقتنياته للضرر بشكل كبير عقب حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة في يناير 2014.
ينقسم المتحف الإسلامى تبعًا للعصور والعناصر الفنية من الأموى والعباسى والأيوبى والمملوكى والعثمانى، ويقسم إلى (10) أقسام تبعا للعناصر الفنية وهى : المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلى والسلاح والأحجار والرخام، كما يتضمن المتحف تصنيفًا جديدا للآثار والكنوز المعروضة طبقا للتسلسل التاريخي بعيدا عن التصنيف بمواد صناعة الأثر، وهذا السيناريو يحقق رؤية ورسالة المتحف بأنه للفن الإسلامي وليس للمصري فقط.
وكان تغيير سيناريو العرض القديم من أهم التحديات التي واجهت المتحف ، حيث كان معروضا نحو (1500) قطعة فقط كما كان هناك انتقادات واسعة لوجود العديد من التحف الرائعة داخل المخازن مع الإحساس بالفراغ الشديد داخل المتحف ، لذا تشكلت لجنة من أمناء المتحف لوضع سيناريو العرض الجديد ، حيث تمت فيه زيادة عدد الآثار المعروضة إلى (4400) قطعة وإضافة (16) فاترينة جديدة للعرض المتحفي موزعة بطريقة مدروسة .
كما تمت إضافة (3) قاعات جديدة للمتحف وتعديل كبير لـ (3) قاعات أخرى أهمها مدخل المتحف الذي يعبر الآن عن أسس الحضارة الإسلامية، وكذلك عن رؤية ورسالة المتحف بشكل جذاب، كما تم استخدام مادة البلكسي جلاس التي تتميز بعدم تفاعلها مع الآثار كمادة أساسية في إكسسوار العرض المتحفي.
نفّذ السيناريو الجديد سامح المصري وفريقه الذي سبق أن نفذ سيناريو عرض متحف المجوهرات ومتحف العريش ومتحف السويس ومتحف ملوي وحاليا بمتحف الصيد بقصر الأمير محمد على بالمنيل وذلك بالتعاون مع أمناء ومرممي المتحف.
في مدخل المتحف يبدأ مسار الزيارة بمصحف، ومشكاة وكتابات ترمز للغة العربية ومدى إسهاماتها في تطور البشرية ؛ ولأن الحضارة الإسلامية لم تقم على أكتاف العرب فقط وشاركت فيها أجناس أخرى، فيعرض أيضًا إناء قاجاري من إيران يرمز للفرس والترك وأجناس أخرى، خاصة أنه حدث تمازج فكري وثقافي بين العرب وغير العرب، خاصة في الحج ولذلك يعرض أقدم مفتاح للكعبة وبوصلة عليها خريطة لنصف العالم ورسم الكعبة وهي من القطع الأثرية النادرة.
كما يعرض المتحف واحدًا من أكبر الأبواب المصفحة بالفضة الذي كان في مسجد السيدة زينب وصنعه يهودي اسمه “يهودا أصلان”، ويرمز لمشاركة غير المسلمين في الحضارة الإسلامية، كما أن الباب يظهر أهمية متحف الفن الإسلامي الذي يحمي كل هذه الآثار.
يتضمن السيناريو الجديد قاعة عروض مؤقتة وقاعة المالتي ميديا، وستتضمن فيلما يحكي قصة التطوير والتفجير وما حدث بالمتحف وآثاره من ترميم، كما تم إنشاء قاعة للعملة والسلاح مكان قاعة بيع الكتب، وتتضمن تاريخ العملات قبل الإسلام مرورا بالعصور المختلفة انتهاءً بمحمد على والملك فاروق، كذلك يُعرض قطع سلاح من سيوف وخناجر وغيرها، خاصة سيوف طومان باي ومحمد الفاتح وسليم الأول.
تتضمن قاعة العملة والسلاح تاريخ الأسطول الإسلامي، ويُعرض بها نموذج لمركب كان في مخزن المتحف من مسجد السيد البدوي، وقطع أخرى ترصد تاريخ الأسطول الإسلامي وتتحدث عن البحرية الإسلامية وبها أيضا نموذج لزي المحارب ويسمى “زرد”.
وتحولت قاعة الفن الجنائزي في السيناريو القديم إلى قاعة للكتابات، وقد كانت تستخدم كمخزن للآثار بعد التفجير، وبجانب شواهد القبور الموجودة بالقاعة وعليها كتابات مختلفة تضم أيضا (4) فتارين الأولى بها آيات قرآنية مكتوبة والثانية بها مصاحف بأحجام مختلفة مكتوبة بخط اليد، والفاترينة الثالثة بها مخطوطات مصورة والرابعة تضم أدوات الكتابة المختلفة.
وتعد قاعة الحياة اليومية من القاعات الجديدة التي أضيفت للمتحف في السيناريو الجديد و(99) % من المعروضات بها تعرض للمرة الأولى وتضم دفاية ومجلس شراب وطرب وأدوات تجميل وحمامًا ومرايات وتعطيرًا وقبقاب الحنة ومكحلة وفضيات وحليًا من الذهب وفناجين وأباريق.
وفي قاعة العلوم تمت إعادة ترتيب فتارين العرض بها، وتضم مجموعة اسطرلابات شهيرة وصور فلكية وبوصلات وفرجار عليه اسم الشاه عباس، كما تعرض للمرة الأولى ساعة الفيل التي لا يوجد مثيل لها إلا ساعة في المتروبولتان وترجع للقرن السادس، حيث تصدر بشكل ميكانيكي كل ساعة صوت الفيل.
أما قاعة الطب يُعرض فيها القميص السحري الذي أثيرت حوله أسطورة أنه يشفي الأمراض وهو من العصر الصفوي الإيراني وعليه كتابات وتعاويذ وبعض آثار الدماء.
كما تضم أيضًا أدوات طبية وجراحية من العصر العباسي ومخطوطات طبية بعضها يتحدث عن فوائد الأعشاب واستخدامها في العلاج، ورسومات طبية لابن سينا ومكاييل ميزان كانت تستخدم في تقدير نسب الأدوية في الوصفات الطبية، وهون لطحن مكونات الأدوية وقنينة زجاجية وصنج الموازين ووصفات العلاج “روشتة” ومخطوطات وأدوات جراحية.
وتضمن مشروع التطوير طباعة دليل فاخر للمتحف باللغتين العربية والإنجليزية، يمكن الحصول عليه من المتحف عقب الافتتاح وطباعة أول دليل متحف كامل ومصور للأطفال في مصر عبارة عن قصة عنوانها علاء الدين والقميص السحري.
كما تمت طباعة برشور باللغتين العربية والإنجليزية وطباعة برشور خاص بالمكفوفين والانتهاء من موقع إلكتروني جديد للمتحف باللغتين العربية والإنجليزية مزود بالعديد من الخدمات للباحثين سيتم الإعلان عنه قريبا والانتهاء من أول موبايل أبليكيشن لمتحف في مصر .