أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، زيارة لمدينة بورسعيد للمشاركة في احتفالات المدينة بعيدها القومي الستين وافتتاح عدد من المشروعات بالمحافظة، على رأسها مشروع كوبري النصر العائم والذي يربط بين مدينتي بورسعيد وبورفؤاد، كما قام الرئيس بتسليم عقود تخصيص 10 مصانع بالمنطقة الصناعية بجنوب بورسعيد من إجمالي 58 مصنعًا.
وألقى الرئيس كلمة في المركز الثقافي والترفيهي الذي تم افتتاحه، قدم فيها التهنئة والتحية لأهالي بورسعيد بمناسبة عيدهم القومي، مؤكدًا أن عيد بورسعيد هو عيد لكل المصريين، وأن الشعب المصري لا ينسى تضحيات وبطولة وصمود بورسعيد التي كتبت اسمها بأحرف من نور في تاريخ مصر.
وأشار الرئيس إلى الجهود الجارية لتنمية بورسعيد، منوهًا إلى المنطقة الصناعية الجارى إنشاؤها في شرق بورسعيد على مساحة 40 مليون متر، وكذا مشروع المزارع السمكية، بالإضافة إلى الأنفاق الجاري تنفيذها والتي ستربط بين ضفتي القناة وبين سيناء وباقي الجمهورية، بما يعزز فرص التنمية لأهالي بورسعيد والمناطق المجاورة.
كما شدد الرئيس على أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في توفير فرص عمل للشباب، مشيرًا في هذا الشأن إلى مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة الصناعية بجنوب الرسوة.
ووجه الرئيس الحكومة بضرورة تسليم التراخيص اللازمة للمصانع إلى المستثمرين في نفس وقت تسلمهم للمصانع، بحيث يبدأ الإنتاج على الفور. وفي هذا السياق وجه الرئيس الدعوة للشباب من أجل السعي إلى التقدم للحصول على هذه المصانع التي يتم طرحها تباعًا في المناطق الصناعية بجميع أنحاء الجمهورية، كونها تمثل أملًا حقيقيًا لكل شباب وشابات مصر، مشيرًا في هذا السياق إلى مبادرة البنك المركزي بتقديم قروض بفائدة 5٪ فقط لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما أوضح الرئيس أنه طلب من هيئة قناة السويس العمل على زيادة عدد سفن الصيد التي تم تنفيذها لتصبح 100 تم الاحتفال بتنفيذ 12 منها صباح اليوم، وذلك لتعزيز حجم صناعة صيد الأسماك وتوسيع نطاقها.
وشدد الرئيس على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر لإخلاء محافظة بورسعيد من المناطق غير المخططة، بحيث يتم ذلك بحلول منتصف العام المقبل، ولتكون بورسعيد أول محافظة مصرية تصبح خالية من المناطق غير المخططة.
وكلف الرئيس الحكومة بتشكيل لجنة لتوثيق نضال بورسعيد وإنشاء متحف قومي بالمحافظة لتسجيل ما قدمته للوطن من بطولات وتضحية، ووجه الرئيس في هذا الإطار بدراسة زيادة المقررات التعليمية حول كفاح أهالي بورسعيد وبحيث يتم تعزيز قيمة ما تمثله بورسعيد في وجدان الأجيال المقبلة، كما وجه الرئيس كذلك بدراسة إنشاء مجموعة من الفنادق المتميزة في منطقة غرب بورسعيد، نظرًا لما تحتوي عليه هذه المنطقة من إمكانات سياحية كبيرة يمكن في حالة استغلالها جيدًا تعزيز قطاع السياحة في مصر وتنمية الاقتصاد القومي.
كان الرئيس قد قام خلال الزيارة بافتتاح مشروع كوبري النصر العائم ببورسعيد الذي يصل طوله إلى 421 مترًا بوزن 2600 طن، وتقدر طاقة العبور اليومية بـ 20 ألف مركبة بالإضافة إلى 1200 مركبة بحمولات تصل إلى 70 طن لكل مركبة، ويهدف إلى تسهيل عبور المواطنين أثناء انتقالهم بين مدينتي بورسعيد وبورفؤاد من أجل رفع المعاناة عن الأهالي والوافدين بين شرق وغرب قناة السويس، فضلًا عن توفير ملايين الجنيهات التي تنفق سنويًا على تشغيل وصيانة المعديات، وذلك بالإضافة إلى استيعاب حركة نقل الحاويات للمشروعات اللوجيستية لمشروع تنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهدف تعزيز قدرات الاقتصاد المصري.
وفي هذا الإطار، استمع الرئيس إلى عرض من المهندس جمال خالد مدير ادارة الترسانات بهيئة قناة السويس، الذي أكد أن التكلفة الإجمالية لإنشاء الكوبري بلغت 100 مليون جنيه تم توفيرها من موازنة المعديات الخاصة بهيئة القناة، في إطار الدور المجتمعي لهيئة قناة السويس، مضيفًا أنه تم إنشاء الكوبري باستخدام أعلى مواصفات الجودة العالمية بأيدي مصرية، وبالتعاون مع هيئة الإشراف الفرنسية.
كما افتتح الرئيس المركز الثقافي الترفيهي ببورسعيد، والذي يحتوي على قاعات مسرح وسينما ومؤتمرات، ويعد متنفسًا ثقافيًا لأهل بورسعيد، حيث استمع الرئيس إلى كلمة ألقاها عادل الغضبان محافظ بورسعيد، أشار فيها إلى أن زيارة الرئيس إلى بورسعيد هي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الجمهورية في عيد النصر منذ عام 1965، كما عرض الجهود الجارية لتنمية بورسعيد والتي تشمل إنشاء 5 مناطق صناعية باستثمارات تبلغ 1.6 توفر مليار جنيه توفر 6500 فرصة عمل للشباب في المحافظة، فضلًا عن إنشاء 35 ألف وحدة سكنية للإسكان الاجتماعي تصل إلى 60 ألف بنهاية عام 2018، فضلًا عن مشروعات تطوير الخدمات الصحية والتعليمية بالمحافظة.