تحقيقات و تقاريرعاجل

تفكيك مخيم كاليه للاجئين في فرنسا هل هو بداية النهاية لمشكلة المهاجرين .. أم بداية أزمة جديدة في أوروبا

تستعد السلطات الفرنسية لتفكيك مخيم كاليه من المهاجرين وطالبي اللجوء على أن تنهي تفكيكه تماما في غضون أسبوع .. هذا المخيم أطلق عليه الفرنسيون إسم (الغابة)  ، ويتواجد به ما يقرب من (7 : 10) آلاف لاجئ .. ويقع المخيم في مدينة ( كاليه ) شمال فرنسا في مقابل الساحل الجنوبي الشرقي لبريطانيا ، وبحكم وجود أهم ميناء فرنسي لنقل الركاب والنفق الذي يشق المانش ، جمعت المدينة كل الحالمين بالتسلل منها إلى بريطانيا للاستقرار فيها .

001

وفي أول يومين من عملية الإخلاء بدا أن المهاجرون السودانيون والإثيوبيون من أكثر اللاجئين حماسة للتجاوب مع السلطات الفرنسية والذهاب في حافلات لمركز من مراكز الإيواء المنتشرة على طول البلاد الفرنسية ، ومع ذلك فهناك من بدا متشككا وعازما على البقاء ، وهؤلاء تبدو السلطات عازمة على التعامل معهم بالقوة لكنها لا تريد أن تسارع بذلك على أمل أن تحرك موجة المغادرة مع المنح المالية البسيطة التي ستعطى لكل لاجئ مزاجا عاما يغلب كفة التجاوب مع الخطة الفرنسية لا مواجهتها .

002

يحدث كل هذا وسط تواجد مكثف لوسائل الإعلام المختلفة سواء  فرنسية أو دولية ، وقرابة 700 صحفي يراقب كل كبيرة وصغيرة ، الأمر الذي لم يكن متاحا من قبل وسمح فيما مضى ببعض التجاوزات في حق هؤلاء المهاجرين .

وأكثر ما يهم فرنسا الآن هو شطب هذا المخيم من الخارطة تماما ومنع إعادة تشكله وهي في ذلك استطاعت أن تبتكر حلولا عملية ومخارج معقولة وإنسانية إلى حد لا بأس به .. والمهم الآن ألا يدخل هذا الموضوع سوق المزايدات الانتخابية القريبة لأن ذلك سيحول المهاجرين إلى وقود معركة عادة ما تظهر أسوأ ما في المجتمع الفرنسي من مظاهر الكراهية للأجانب .

جدير بالذكر أنه لن يسمح لأي مهاجر بالعمل طالما لم يحصل على وضعية لاجئ لكنه سيحصل على منحة يومية 7 يورو لتغطية بعض النفقات الشخصية غير الإقامة والأكل التي توفرها مراكز الإيواء المختلفة – هذه المراكز التي تشرف عليها منظمات غير حكومية تتسلم من الدولة 25 يورو عن كل مهاجر لديها – ، كما أن دروس تعلم اللغة لن يتمتع بها إلا من تقدم بطلب لجوء إلى فرنسا .. الملاحظ هنا أنه لن يتم إجبار المهاجرين على الإنتقال إلى مراكز الإيواء ، إذ أن هناك من سيذهب بمفرده إلى حيث يشاء ، المهم أن يغادر المخيم والمدينة حتى وإن اختفى وسط الزحام على حد قول أحدهم .

 

زر الذهاب إلى الأعلى