ساعات باتت تفصل الشارع المصري عن الذكرى الخامسة لثورة يناير، والتي تراهن عليها قوى سياسية أغلبها من تيار الإسلام السياسي، لإعادة رسم المشهد السياسي في مصر.
الجميع في انتظار اليوم الذي يعرف الجميع أنه سيمر بشكل عادي: النظام والمعارضة، الإخوان والسلفيون، الحركات الشبابية والثورية، الشرطة والجيش، الأحزاب والائتلافات البرلمانية، قوى مدعومة من الخارج، وأخرى تناضل من الداخل لتحسين شروط الحياة السياسية في مصر.
يقترب “اليوم المشهود”، وتتوالى الاستعدادات، والنتيجة سيحسمها الشارع، وإن كانت “الأغلبية الصامتة” تميل إلى أن شيئاً ذا بال لن يحدث.
اشتعال الموقف مرة أخرى في تونس أحيا آمالاً لدى البعض، وتخوفات لدى آخرين، والسؤال.. هل يبدأ الجزء الثاني من فيلم “الربيع العربي”؟!
مصادر أمنية قالت إن “الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى قبل ساعات تقريراً وافياً يتضمن تقدير موقف للساعات القادمة، ومخطط إشعال الشارع، من خلال سيناريو تشترك فيه جماعة الإخوان، وتحديداً جناح الشباب الذي يقوده محمد كمال، بالتعاون مع الاشتراكيين الثوريين وحركات أخرى، منها “شباب الميدان”، وهي ليست إلا قناعاً لمجموعة من شباب الإخوان من الوجوه “غير المحروقة”.
وأضافت المصادر “تم القبض خلال الأيام الماضية عل عشرات المحرضين ، ومسؤولي صفحات فيس بوك تدع للعنف ، وحشد الجماهير والدعوة لتخريب المنشآت الحكومية، والقبص عليهم تم بعد تقنين الإجراءات وبشكل قانوني 100% دون تجاوزات من أي نوع”.
وفيما يخص مجموعات الألتراس، قال المصدر الأمني: “كانت هناك خطة لـ”جر” الداخلية لمواجهة طويلة وصعبة مع الألتراس، تستعيد أجواء أحداث “محمد محمود”، إلا أن وصول معلومات كاملة عن الخطة مكننا من إجهاضها، خصوصاً أن عناصرنا أبلغتنا بتفاصيل محاولات جماعة الإخوان و”حازمون” استغلال الألتراس والزج بهم في مواجهة استنزافية مع عناصر الداخلية.
الباحث في شؤون الحركات الاسلامية والقيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني قلل من احتمالية أن تعطي الأحداث في تونس زخماً لتحرك الإخوان على الأرض يوم 25 يناير.
وأضاف الزعفراني “الجماعة تعيش في وهم أنها قادرة علي استغلال الحركات الثورية في الحشد، وخداع الرأي العام ببعض الدعاية السوداء، ومن ثم إسقاط النظام والقفز مرة أخرى إلى كرسي الحكم، وهو مجرد هلوسة وأحلام يقظة، فلا إمكانيات الجماعة تمكنها من تنفيذ المخطط، ولا حجم السخط الشعبي على بعض أخطاء الحكومة، يعني وجود رغبة حقيقية لدى أغلبية المصريين في إسقاط النظام”.
ولفت الزعفراني إلى مرور الجماعة بمنعطف حرج في تاريخها، بسبب الأزمة بين جناحيها، الأمر الذي لا يؤهلها للقيام بدور فاعل حالياً.