كشف موقع “قطر إنفو” الفرنسي، القريب من الدوحة والمتخصص في “التعريف بقطر في فرنسا والغرب عموماً” حسب مؤسس الموقع أنطونيو أمانييرا، ارتفاع التوتر في الدوحة بعد الغياب والصمت المريب لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، منذ اندلاع الأزمة مع دول المقاطعة، وتداول أخبار غير مؤكدة عن تهديدات جدية لحياة الأمير شخصياً.
ونقل الموقع تحاليل تُشير إلى تزايد المخاوف على حياة الأمير، الذي اختفى عن الأنظار تماماً منذ أسبوع، وبعد آخر ظهور علني له، تمثل في زيارته للمتحف الوطني في الدوحة مع شقيقته الشيخة مياسة، وهي الزيارة التي أعلنها الإعلام القطري الرسمي بعد ساعات من أدائها.
وأضاف الموقع: “بعد زيارة المتحف اختفى الأمير في أحد مراكز القيادة الكثيرة والسرية في الدوحة، ومنذ ذلك التاريخ لا أحد يعرف أين يوجد الأمير تميم”.
ومع اختفاء الأمير “انتشرت في قطر عشرات العناصر التابعة للحرس الأميري في مناطق مختلفة كثيرة من البلاد، خوفاً من اغتيال تميم، وذلك بالتوازي مع رفع استعداد القوات التركية المنتشرة في الدوحة، والتي لا يتجاوز عددها بضع عشرات، إلى أعلى مستوى ممكن”.
وإلى جانب الحرس الأميري والقوات التركية “تعرف الدوحة أيضاً انتشار قوات أمنية أخرى سرية، ولا أحد يعرف هويتها أو جنسيتها، في عدد من المواقع في البلاد، لتأمين حماية أكبر لأمير البلاد”.
وبقراءة التطورات التي تعرفها البلاد يُضيف الموقع الفرنسي: “حسب المؤشرات الحالية يبدو أن الأمير تميم بن حمد، لا يستبعد وجود مخطط لاغتياله أو إزاحته، الأمر الذي يؤكده رفضه السفر إلى الخارج، خوفاً من الانقلاب عليه مثلما حصل لجده، حتى أنه ألغى زيارته إلى باريس التي كانت مقررةً لـ 6 يوليو وفق ما أكد الصحافي الفرنسي كريستيان شينوست في تغريدة على تويتر”.
وفي هذا السياق يُذكر أن شينوست يُعد من أبرز الصحافيين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، وأهم المتخصصين في قضايا الإرهاب الذي ينخر دول المنطقة، وهو أيضاً أحد أشهر الرهائن السابقين في يد “الدولة الإسلامية في العراق”، التنظيم الأم الذي انبثق من رحمه داعش، ما يُعطي للمعلومات التي ينشرها هذا الصحافي الفرنسي عن حقيقة الوضع الداخلي في قطر، والتململ المتزايد فيها مصداقيةً واسعةً.
ولكن شهرة الصحافي الفرنسي، تعود إلى دراساته وكتبه التي ألفها خاصةً مع زميله الصحافي الشهير الآخر، جورج مالبرونو، عن الإرهاب والملفات السياسية السرية في فرنسا والشرق الأوسط، ومن أشهر كتبهما “قطر: سر الخزينة” و”قطر..أمراؤنا الأعزاء جداً “، وفيهما عرى الصحافيان الاستقصائيان، أسرار السياسة القطرية، منذ انقلاب الأمير حمد على والده، وفساد الطبقة السياسية في الدوحة، وصولاً إلى تولي الأمير تميم الحكم، وسياسة الشيكات القطرية في الشرق الأوسط وأوروبا عبر كتابهما الثاني “قطر: أمراؤنا الأعزاء جداً” الذي سلط الأَضواء على شراء قطر الطبقة السياسية في فرنسا، وسياسة الرشوة على أوسع نطاق، لشراء كل شيء، من نادي باريس لكرة القدم، إلى كأس العالم لكرة القدم في 2022، انتهاءً بشراء عشرات السياسيين الفرنسيين، من أبسط نائب في البرلمان، إلى الرئيس نيكولا ساركوزي، قبل تفجر الصراع في ليبيا والدور الذي لعبته قطر فيها، ثم في سوريا مع اندلاع الحرب الأهلية.