تحقق السلطات التونسية حالياً فى ملابسات مقتل مهندس طيار مدنى يدعى شاكر محمد الزوارى داخل سيارته وأمام منزله بمدينة صفاقس الساحلية، وذلك على إثر تعرضه لطلق نارى، بعدما قالت وسائل إعلام تونسية وإسرائيلية أن الموساد الإسرائيلى يقف خلف هذه العملية، لارتباط ” الزوارى” بحركة حماس الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس الخميس مقتل الزوارى، الذى أشارت تقارير صحفية نشرت فى تونس أنه كان يعمل طيار سابق فى شركة الخطوط الجوية التونسية ويبلغ من العمر 49 سنة ويعمل مديرا تجاريا بشركة خاصة، ونشرت بعض وسائل الإعلام التونسية تفاصيل عن حياة القتيل، وقالت إنه كان يعمل قبل الثورة التونسية فى سوريا، ثم عاد بعد الثورة مباشرة إلى تونس، قبل أن ينضم لحركة النهضة التونسية، وقد تردد على تركيا وسوريا، وقرر العودة النهائية إلى تونس منذ 4 أيام ليتم اغتياله فى سيارته.
وقال الإعلامى بالقناة التاسعة التونسية برهان بسيس أن الموساد الإسرائيلى وراء اغتيال المخترع محمد الزوارى فى صفاقس وذلك لعلاقته بحركة حماس، لافتاً إلى أن معطيات من مصادر موثوقة كانت وراء حقائق اغتيال محمد الزوارى فى صفاقس، موضحا عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك أن محمد الزوارى خرج من تونس عام 1991، واستقر لمدة قصيرة فى ليبيا ثم السودان ثم سوريا، وفى سوريا ربط علاقات متطورة مع حماس وكان مقربا منها ليتعاون مع جناحها العسكرى الذى استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه.
وأضاف بسيس أن الزوارى كان أول دفعته بالمدرسة الوطنية المهندسين بصفاقس، وكان يعمل منذ مدة على مشروع تطوير الطائرات دون طيار وتصنيعها، ورصده الموساد الإسرائيلى منذ مدة وكان محل متابعة إلى حدود آخر تنقل له الذى كان منذ مدة قصيرة فى لبنان قبل أن يعود إلى تونس وصفاقس تحديدا أين تم اغتياله.
من جانبه، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلى، أن وسائل إعلام تونسية وجهت أصابع الاتهام للموساد الإسرائيلى باغتيال الطيار والمهندس التونسى محمد الزوارى، كما قالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن السلطات التونسية تعتقد أن هناك 3 أجانب يحملون الجنسية الأوروبية والمغربية وراء العملية، موضحة فى تقرير آخر أن مواطنة من المجر التقت بالمهندس التونسى الرفيع منتحلة صفة صحفية.
وأضافت القناة الإسرائيلية على موقعها الرسمى أن اللقاء جرى بوجود رجل آخر، مؤكدة أن المرأة تركت المكان بسرعة، وأكدت القناة أنه يتم التحرى الآن لمعرفة هويتها.
وبعد ساعات من جريمة الاغتيال، أعلن المدير العام للأمن الوطنى التونسى، عبد الرحمن بلحاج على، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة جاءت على خلفية الجريمة، التى قد تكشف لها أبعاد أخرى فى الفترة المقبلة، وبحسب بيان مقتضب لوزارة الداخلية التونسية فإن: “عبد الرحمن بلحاج على، المدير العام للأمن الوطنى قدم استقالته لأسباب شخصية”.
وكان المدير العام للأمن الوطنى صرح لـ “الإخبارية” التونسية، مساء أمس الأول الخميس، أنه قدم استقالته ولم تتم إقالته، فى إشارة إلى أنها جاءت احتجاجا على قضية ما. وذكر الموقع أن الاستقالة جاءت عقب اجتماع عاصف جمع وزير الداخلية الهادى مجدوب بمدير عام الأمن الوطنى عبد الرحمن بلحاج على.
وقد تعرض الزوارى إلى عملية اغتيال بـ6 طلقات نارية مباشرة فى جمجمته أثناء جلوسه فى سيارته، يوم الخميس 15 ديسمبر، أمام منزله فى منطقة العين بولاية صفاقس جنوب تونس.