يسلط حكم المحكمة الإسرائيلية في القدس والذي سمح لأول مرة باعتراف الداخلية الإسرائيلية بيهودية امرأة تحولت إلى اعتناق الديانة اليهودية في محكمة خاصة، الضوء على طبيعة الوسائل والتسهيلات المتاحة بهدف اعتناق الديانة لتسهيل الهجرة إلى الأراضى المحتلة، في مقابل التعقيدات التي تطال الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وحرمانه من حق العودة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية سلطت الضوء اليوم الخميس، على القضية، مشيرة إلى أن القرار بمثابة بشرى ساري للمتهودين، ويعد سابقة قد تؤثر على وضع المئات وربما الآلاف من الإسرائيليين الذين مروا بعملية تحويل أرثوذكسية خارج الحاخامية الكبرى في السنوات الأخيرة.
والمعروف هو أن عملية الاعتناق الرسمية هي اعتناق بحسب التيار الديني الأرثوذكسي. وفيما عدا تحويل الدين الأرثوذكسي فهناك إجراءات أخرى لتحويل الديانة، ولكن دولة الاحتلال لا تعتبر الإنسان الذي يجتاز تلك الإجراءات يهوديّا بشكل تام، نظرًا لأن اليهودي وفقًا للشريعة هو من ولد لأم يهودية، وفي نهاية عملية تحويل الدين الأرثوذكسية يحصل معتنق اليهودية على وثيقة تحويل يمكنه من خلالها تغيير الدين في وزارة الداخلية الإسرائيلية، وهكذا تصبح مكانته الرسمية مماثلة لمكانة كل يهودي آخر ولد لأم يهودية.
في عام 2016، تم إقرار لجنة موسعة من تسعة قضاة اعترفت لأول مرة بأحقية تحول الأرثوذكس إلى اليهودية عن طريق محكمة خاصة وتم منح المتحولين حق قانون العودة.
قانون العودة
وقانون العودة الإسرائيلي هو قانون مجحف أقره الكنيست عام 1950 يعطي كل يهودي وعائلته الحق في الهجرة إلى إسرائيل والحصول على الجنسية،وسمح هذا القانون بأن تمتلئ فلسطين باليهود من كل أنحاء العالم والحصول على الجنسية بناءً على ديانته، في المقابل تجد أن الشخص الذي كان يعيش في فلسطين أو الذي كان أبوه يعيش في فلسطين وطرد منها عام 1948 أو 1967 فإنه لا يستطيع العودة إلى وطنه وداره لأنه غير يهودي.
تضييقات واشنطن
القرار يسير بالتوازي مع التضييقات الأمريكية والإسرائيلية ضد الفلسطينيين والأونروا لنسف قضية عودة اللاجئين في الوقت الذي يسمح فيه الصهاينة لمن يفكر في اعتناق اليهودية حتى من خارج البلاد أن يحظى بالمواطنة وبالاعتراف بيهوديته في الداخل بأمر من وزارة الداخلية.
وتجري عملية تحويل الدين في محاكم خاصة خُصصت لتداول موضوع تحويل الدين فقط والتخصص فيه، وهي تعمل اليوم تبعا لمكتب الخدمات الدينية الذي يترأسه عضو الكنيست الإسرائيلي الحاخام دافيد أزولاي.
عملية التحويل
وتتطلب عملية التحويل إلى اليهودية إلى دراسة اليهودية، نقاشات في المحاكم الخاصة، تلقى الشرائع اليهودية والحرص عليها، إجراء الختان، التغطيس والحصول على وثيقة تحويل تثبت اعتناق الديانة وفق الشريعة اليهودية.