جمع العلم بين يواخيم زاور، أستاذ الكيمياء في جامعة هومبولدت ببرلين، وميركل صاحبة الدكتوراة في الفيزياء، فالتقيا بأكاديمية العلوم ببرلين، ونجحت المستشارة الألمانية في الاستئثار بقلب يواخيم الأب لولدين، وطَلقته عن زوجته عام 1985، وتزوجته في عام 1998، لتبدأ علاقة مستقرة لم يكشفا عن تفاصيلها الدقيقة شيئا، نظرا لندرة ظهور يواخيم عبر وسائل الإعلام، وقلة حديث المستشارة الألمانية عن علاقتهما.
الظهور الرسمي
وللتقرب أكثر من زوج المستشارة الألمانية، نجد أنه ولد في أبريل عام 1949، ودرس الكيمياء في جامعة هومبولدت في برلين 1967، ونال بكالوريوس العلوم فيها 1972، كما عمل “زاور” باحثا في الجامعة نفسها من 1973 إلى 1976، ثم عمل من 1977 حتى 1991 بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم ببرلين في ألمانيا الشرقية، التي كانت من أبرز المؤسسات التعليمية في ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت، وبعد الوحدة الألمانية عمل من سنة 1990 حتى 2002 في سان دييجو بأمريكا.
كان الظهور الرسمي الأول ليواخيم عام 2006، حيث رافق أنجيلا عام 2006 بعد حصولها على منصب رئيسة الوزراء الألمانية خلال جولة خارجية، وجاء الظهور الثاني خلال العام نفسه عندما استقبلت المستشارة الألمانية، الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بمدينة شترالزوند في شمال ألمانيا، كما سُجل له حضور إعلامي سنة 2007 خلال الاحتفالات بمرور خمسين عاما على إقامة الاتحاد الأوروبي، وكذلك خلال قمة الدول الثماني في منتجع هايلجيندام الألماني.
في لقاء مع صحيفة ألمانية، عبر “زوار” عن مدى عشقه لبلاده، فأكد أنه لم يكن ينوي الرحيل عن ألمانيا الشرقية السابقة، لافتا إلى أنه لم يفكر في الخروج من بلاده سواء في رحلة وللعمل بالخارج، ويقول أيضا: «أصبحت بدايةً من سبتمبر 1988، من المسموح لهم بالسفر إلى الخارج، أي قبل عام من فتح الحدود، وكان عمر أطفالي في تلك الفترة 12 و14 عاما».
زوج المستشارة
ويحرص زوج ميركل على عدم التواجد على الساحة، حتى لا يقال إنه فقط «زوج المستشارة»، فيحافظ على كينونته وعمله كخبير ذائع الصيت في الكيمياء، وحاصل على عشرات الجوائز في مجال تخصصه، فخلال حكم ألمانيا الديمقراطية سابقا كان يعتبر واحدا من العلماء القلائل من أصحاب الشهرة الدولية الذين لم يكونوا أعضاء في الحزب الاشتراكي الموحد سابقا.
وجمع بين الزوجين الترشح لجائزة نوبل في عام 2015، ميركل في السلام، و”يواخيم” في الكيمياء، بعد جولات خارجية ناجحة وخطوات واقعية لمساعدة اللاجئين والترحيب بهم في أوروبا، وتردد في الأوساط العلمية اسم زوج المستشارة إلى حد كبير لإمكانية حصوله على الجائزة في الكيمياء، وبحسب الوكالة الألمانية «دويتشه فيلا» فإن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان يسميه خلال لقاءات مع ميركل بـ«الأستاذ».
الحياة السياسية
وعن تفاصيل سير حياة الزوجين في المنزل، تقول ميركل: «لا نفتح أحاديث سياسية باستمرار داخل المنزل، لكني قد أسمع بعض آرائه في الأمور السياسية أحيانا وهو في كل الأحوال «مستشار جيد»، وتضيف: «يجمع بيننا عدة أمور أسهمت في نجاح علاقتنا، فنحن نعشق الأوبرا والاستمتاع بجمال الطبيعة، ونسافر سويا كل صيف إلى منطقة تيرول للحصول على إجازة هادئة ننعم فيها بالراحة والاستجمام».
وفي أعقاب تداول صورة نالت سخرية واسعة لزوجها مع زوجات زعماء العالم المشاركات في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أكي آبي، زوجة رئيس الوزراء الياباني، ولورين هاربر، زوجة رئيس الوزراء الكندي، ومالجورتساتا توسك، زوجة رئيس الاتحاد الأوروبي، علقت ميركل: «دائما يتواجد إلى جانبي في كل مكان، خصوصا خلال الالتزامات الدولية».
وخلال لقاء للمستشارة الألمانية مع مجلة «كلوزر» الفرنسية، قالت: «على الرغم من تواجده معي في كل الأوقات، فإنه شخص عادي مثل جميع الأشخاص يأخذ قسطا من المتعة، لكنه يحرص على مواصلة عمله كباحث سياسي، وصاحب زوجات رؤساء العالم كجزء من بروتوكول رسمي، ولا أفرض عليه شيئا قد لا يرغب في القيام به»، موضحة: «زوجي لا يدخل المطبخ، لكنه يتولى مسئولية شراء الأغراض والتسوق، أكتب له قائمة بالمتطلبات يوم الجمعة، ثم يقوم بالتسوق في نهاية الأسبوع».
تهديد بالقتل
وخلال العام الماضي، تعرض يواخيم للتهديد بالقتل، بعدما كشفت شرطة برلين عن عمليات تهديد لاحقت عددا من مشاهير السياسة الألمانية، شملت زوج ميركل، وكانت عبارة عن رسائل وعيد كتبت بحروف عربية واحتوت على مسحوق أبيض أو شفرات حلاقة، وأكدت الشرطة وقتها أن تلك الرسائل وصلت الشخصيات المهددة قبل أيام من الانتخابات التشريعية، وتلقاها في المجموع خمسة أشخاص، وحملت رسائل التهديد توقيع جماعة تطلق على نفسها اسم الجماعة السلفية الألمانية، وتضمنت تحذيرا يقول «مميت.. لا تلمس».