جريمة
«جوزي علمني أتكيف».. هند رهنت جسدها مقابل «قرش حشيش»
ندم
المتهمة: منه لله ضيعني.. وشاركت في شبكة دعارة للإنفاق على المخدرات
اشتد عودها وسط أسرة بسيطة، جسدها اللين وأنوثتها الطاغية عجل بزواجها وسريعا جاء الفارس الذي انتشلها من أنياب الفقر والجوع، لتصير زوجة في سن التاسعة عشرة، في كنف رجل يعمل في موقعا مرموقا بدولة خليجية.
عاشت "هند. ح" فتره جميلة في أثناء الخطوبة، ظنت أن الحياة ابتسمت لها، كان خطيبها يغدق عليها بالأموال والهدايا والمشغولات الذهبية والهواتف الحديثة والملابس الفاخرة، راحت تعد الأيام التي سترتدي فيها فستان الزفاف الأبيض وتنتقل إلي العيش مع حبيبها، مرت الشهور وتم تحديد موعد للزواج، وفي حفل عائلي بهيج ضم الأهل والأصدقاء زفت الفتاة لخطيبها الثري.
لم تكن تعلم الابنة المدللة، التي ودعت العزوبية للتو أن الأيام تخبئ لها مآسي، سريعا اكتشفت أن زوجها مدمن للمخدرات وبدونها يصبح متقلب المزاج يثور ويغضب لأتفه الأسباب، ومنذ اللحظة الأولي للزواج علمها شرب الخمور والحشيش، كان يقدم لها السجائر يومياً من أجل أن يعيشا أحلي ليالي العمر وفي بعض الأحيان كانت ترافقه في شراء المخدرات من أصدقاء السوء، حتى عرفت الطريق.
اعتقد زوج هند أنه قد منحها شيئاً جديداً ولكنه وضعها علي بداية طريق الانحراف، دون أن يدري مخاطر المزاج والحشيش تركها في شقة الزوجية وغادر البلاد، ولم يترك معها سوي مبلغ ضئيل يكفيها بالكاد ويلبي احتياجاتها من مأكل وشراب، بعدما انفق كل ما لديه على الزواج وتوفير الكيف وجلسات السهر في الخارج لمطلع الصباح.
ورغم أن زوجها كان سببا في تعلمها تعاطي المواد المخدرة إلا أن "هند" كانت تعشقه بشدة، ففي أول يوم قضته بمفردها عقب سفره شعرت بوحدة كبيرة، غادر الونيس الذي كان يشعرها بأنوثتها ويمنحها مزاجها الخاص، أصبحت كالمجنونة داخل الشقة، لا تعرف ماذا تفعل؟، وضعت همومها في تدخين الحشيش، وازدادت همومها بعد طلب شقيق زوجها أن تترك الشقة وتعيش عند أهلها حتى لا يطمع فيها أحد وتكون مثار شك لدى البعض.
مر شهر على غياب زوجها وفوجئت به يرسل لها مبلغا زهيدا كمصاريف شهرية، صرخت ورفضت استلام المبلغ، وأسرعت للاتصال به وطالبته بثمن سجائر الحشيش، التي وعدها بها خصوصًا وأنه من علمها أن تسلك طريق الإدمان، طلب منها مهلة حتى يرسل لها مبلغا أخر.
وقعت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، عاد زوجها إلى القاهرة، بعدما فسخت الشركة تعاقدها معه بسبب إدمانه، ورغم فرحتها بعودة زوجها إلا أنها حزنت بشدة بعد علمها بتركه للعمل وهو ما ينذر بدخولهم في أزمة مالية كبيرة، الأيام تمر والزوج لا يجد عمل لذا قرر الاتجار في المخدرات، لكنه سقط سريعًا في قبضة رجال المباحث بتهمتي الاتجار والتعاطي.
أيام عصيبة عاشتها الزوجة الشابة بمفردها بعد دخول زوجها السجن، بدأت تقترض من هنا وهناك لشراء المخدرات، وتعرفت من خلال ترددها علي أحد تجار المخدرات على بعض الشباب، بدأت تخرج معهم وتقضي الوقت بصحبتهم، عرفت طريق السهر، واستقر بها الأمر في كافتيريا بشارع الهرم، جلست عدة ساعات تضحك بهستريا وترقص وتغني مع زميلاتها كانت سعيدة بحياتها الجديدة التي ملأت فراغها نسيت زوجها الغائب، واتفقت مع أصدقائها على أن يتم لقاءاتهم في شقة الزوجية لقضاء أفضل الأوقات والاستمتاع بالمخدرات بعيداً عن أعين الناس.
وفي الزمان والمكان المحدد، طرق الباب 4 فتيات وشابان فتحت لهم وكان معهم الطعام والمخدرات والخمور، جلسوا يتسامرون ويتراقصون بدأت الخمر والمخدرات تلعب برؤوس الجميع، وفي أخر السهرة بدأ بعض الشباب يصطحبن الفتيات ويدخلن بهن إلى غرفة النوم لقضاء أوقات من المتعة الحرام، تعالت الأصوات، وبدأت رائحة المخدرات تفوح من المكان، وقام الجيران بالاتصال بشقيق زوجها لإخبارهم بالأمر.
وفي ساعة متأخرة من الليل، وصل شقيق الزوج ونشبت مشادة كلامية عنيفة بينهما تطورت لمشاجرة وتشابك بالأيدي، تدخل الجيران لفض المشاجرة ووقفوا بجانب شقيق الزوج خوفاً على سمعة العقار، أمام الرجال والنساء الذين ازدحموا أمام باب الشقة جمعت الزوجة اصدقاءها وخرجت وأغلقت الشقة بالمفتاح، وعادت إلى والدها في ساعة متأخرة من الليل فصرخ في وجهها وقام بضربها علقة ساخنة لخروجها بدون إذنه وتأخرها ليلاً وتسببها بفضيحة كبرى، طردها الأب من المنزل، فقامت بالاتصال ببعض صديقاتها تخبرهن بما حدث، وهمست إحدى الصديقات في أذنها وطلبت منها الجلوس في إحدى الكافيتريات بشارع الهرم لاصطياد الشباب والاتفاق معهم على قضاء سهرة حمراء في مقابل الحصول على مبلغ مالي.
لم تستغرق "هند" وقتًا طويلًا في التفكير وقررت تنفيذ فكرة صديقتها جلست في إحدى الكافيتريات، لم تمر سوى دقائق ووقع الصيد الثمين، أحد رجال الأعمال العرب أقترب منها طلب وأن يصطحبها معه لقضاء سهرة، وبدأت تتفاوض على تفاصيل السهرة والمقابل المالي التي ستحصل عليه، وبعد أن انتهت السهرة، اكتشفت أن هذا الطريق سهل وبسيط، هكذا ظنت خصوصًا بعد أن حصلت علي مقابل مادي مغر، شعرت بسعادة بالغة بعد أن تمكنت من الحصول على ما تريد، قامت بشراء مخدرات بالمبلغ كله، وقررت استئجار شقة هي وصديقاتها، وكونت شبكة آداب تزعمتها.
أصبحت حياتها تسير علي هذه الوتيرة، كلما أنفقت نقودها ذهبت لاصطياد بعض الزبائن تقضي معهم ليلتها تتحصل منهم علي بعض الأموال وعندما تنفق الأموال تكرر فعلتها، ثم بدأت في تطوير وتوسيع دائرة نشاطها وأصبحت تعقد الصفقات مع رجال الأعمال ومع راغبي المتعة الحرام وتتقاضى المقابل المادي، ظنت أن الأمور ستستمر بهذه الطريقة، ولم تكن تتخيل أن جميع العيون تراقبها وتعد عليها أنفاسها، فضباط مباحث الآداب كانت أعينهم لا تغفل عنها ولكنهم كانوا ينتظرون الوقت المناسب للإيقاع بها، وشاء حظها العاثر أن تقع في قبضة رجال المباحث في حالة تلبس هي وبعض صديقاتها أثناء الاتفاق قضاء ليلة حمراء، تمت إحالتها وصديقاتها إلى نيابة جنوب الجيزة بتهمة التحريض على الفسق والفجور، وممارسة الأعمال المنافية للآداب، وأمرت النيابة بحبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات.