أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده ستنسحب من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاق تجارى لمرحلة مع بعد “بريكست” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف أكتوبر، ما من شانه أن يزيد من احتمال خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة دون إيجاد بديل.
وفي تصريحات تأتي قبل جولة أخرى من المفاوضات في لندن، قال جونسون إنه “ليس هناك أي منطق في التفكير في جداول زمنية تتجاوز” قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها في 15 أكتوبر لأن أي تأخير إضافي سيعني أنه لن يكون هناك اتفاق بحلول نهاية العام، بحسب ما نقلته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية في نسختها الإلكترونية.
وقال جونسون – في أول تدخل كبير له بشأن “بريكست” منذ أن بدأت المفوضات التجارية خلال الربيع الماضي – “إذا لم نتمكن من الاتفاق بحلول ذلك الوقت، فأنا لا أرى أنه ستكون هناك اتفاق تجارة حرة بيننا، وعلينا قبول ذلك والمضي قدمًا”.
وأشارت “الاندبندنت” إلى أن ذلك يأتي بعد كانت قد ذكرت في تقرير لها أن البرلمان الأوروبي لا يعتقد أن المحادثات يمكن أن تستمر إلى ما بعد أكتوبر نظرا إلى الحاجة للفترة المتبقية من العام للتصديق على الاتفاق.
واعتبر جونسون أن عدم وجود اتفاق سيكون “نتيجة جيدة” للمملكة المتحدة، وقال إن الحكومة “تستعد، على حدودنا وفي موانئنا، لتكون جاهزة لذلك”، على الرغم من تحذير أطلقه قطاع الشحن بأن المملكة المتحدة تخاطر بحدوث فوضى على الحدود، بحسب الصحيفة.
لكنه أثار احتمالية ما يسمى بـ “الصفقات الجانبية” التي يمكن أن تخفف من حدة بعض من أسوأ العواقب الاقتصادية الفورية التي ستترتب على عدم وجود اتفاق.
وقال: “سنكون بالطبع مستعدين دائمًا للتحدث مع أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي حتى في هذه الظروف”، وأوضح “سنكون مستعدين لإيجاد ترتيبات معقولة بشأن المسائل العملية مثل الرحلات الجوية أو النقل بالشاحنات أو التعاون العلمي، إذا أراد الاتحاد الأوروبي القيام بذلك. لن يُغلق بابنا أبدا وسنتعامل كأصدقاء وشركاء – ولكن بدون اتفاقية تجارة حرة”.
وأكد أنه حتى الآن لا يزال هناك اتفاق وأن حكومته ستواصل العمل الجاد في سبتمبر لتحقيق ذلك، لافتا إلى أنه “حتى في هذه المرحلة المتأخرة، إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعدًا لإعادة التفكير في مواقفه الحالية والموافقة على هذا، فسأكون سعيدًا”.
وشدد على أن بلاده لا تستطيع أن تتنازل ولن تتنازل عن الأساسيات التي تجعل منها دولة مستقلة من أجل الحصول على اتفاق.
وبحسب “الاندبندنت” لم يتم إحراز تقدم فعلي يذكر منذ أن انطلقت المفاوضات بين الجانبين بشأن التجارة في الربيع، ويقول المسؤولون على الجانبين إن أزمة فيروس كورونا حولت الانتباه السياسي إلى مجالات أخرى، وزادت من صعوبة إطلاق الدعوات السياسية الكبرى اللازمة للتوصل إلى حل وسط.
وتشمل أهم النقاط العالقة المتبقية مسألة وصول أسطول الصيد الأوروبي إلى مياه المملكة المتحدة، ومدى توافق المملكة المتحدة مع معايير ولوائح الاتحاد الأوروبي، والحوكمة القانونية على الاتفاق ككل.
لكن مسألة ما إذا كانت بريطانيا ستتبع قواعد مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي هي التي أثبتت أنها الأكثر إثارة للجدل، وسط تقارير تفيد بأن بوريس جونسون يريد أن تكون بلاده قادرة على دعم صناعاتها الوطنية الرائدة.