نشر الكاتب حمدي رزق مقالاً تحت عنوان ( استنساخ كامل الوزير!! ) عبر موقع المصري اليوم جاء نصه كالتالي :
الشاهد أن الرئيس السيسى يعتمد بالكلية على اللواء كامل الوزير ورجال الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة فى إنجاز خطة البنية الأساسية للدولة المصرية، الرئيس يرتكن على ظهور صلبة، وعزائم فولاذية، يأتمرون فيؤدون التمام بتمام المهمة على وقتها.
إنجاز وراء إنجاز، إذا كان هناك عنوان للإنجاز فالقوات المسلحة حاضرة، ومن عناوينها العريضة الهيئة الهندسية، ومن عناوين الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزير، على قدر أهل العزم تأتى العزائم، استنساخ كامل الوزير ضرورة، ولو قيد للرئيس عشرة رجال من هذا الصنف الفاخر لكان لمصر وجه آخر.
إنجاز كامل الوزير وجنوده يدفعنا إلى فتح ملف القطاع الحكومى فى تجليه المدنى، طائرة الوطن لن تحلق بجناح واحد، التحليق يتطلب جناحين، عسكرياً ومدنياً، ولكن الجناح المدنى للأسف مهيض تحت وطأة بيروقراطية فاشلة تماماً، انظر إلى خارطة المشروعات الوطنية جميعا وآخرها أنفاق القنال، النقاط الساخنة التى يصدر عنها جلبة العمل ومستوى الإنجاز والمخططات الزمنية والفنية هى التى تخضع لضبط وربط وإشراف القوات المسلحة.
رباعى أنفاق قناة السويس، «كنكورد وبتروجت» باتجاه الإسماعيلية، والمقاولون العرب وأوراسكوم باتجاه بورسعيد، حققت معدلات تفوق المتوقع إنجازا تحت إشراف مباشر من رجال الوزير، معلوم ولو كُلف اللواء كامل بخطة الإعمار كاملة لأنجزها جميعا دون كلل بكتائب من رجال الهيئة الهندسية البواسل، رجال مفطورون على الإنجاز، ولكن وماذا بعد.
يقينا هناك مثل كامل الوزير كفاءات محترمة فى كل شركة وهيئة ومؤسسة ووزارة، ولكنهم متكتفون بقيد حديدى يعجزهم تماماً عن الإنجاز، يجرون أثقالا فى أرجلهم تسحبهم بعيدا عن المستهدف وطنيا، على قلبها لطالون، جماعة القاعدين على قلبها يتجنبونهم تماماً، يكرهون الموهوبين، يتجنبون المنجزين، الإنجاز مسؤولية وحساب، وشعار الموظف البيروقراطى الأريب، تشتغل تغلط، تجتهد تغلط أكتر، قيادات مهمتها قمع الأفكار، وإهدار الفرص، وقتل المواهب، وتثبيط الهمم الشبابية، قيادات شاخت فى مقاعدها، تتحضر للمعاش وهى فى سن العطاء.
الإنجاز المطلوب يحتاج إلى ثورة حقيقية فى الجهاز الإدارى للدولة، ثورة على السفينة المعطوبة، ثورة على اللوائح التى تأتى بأمثال هؤلاء القاعدين، قيادات أدمنت الفشل، ولا ترضى بغيره بديلا، تربت على التبطيط بديلا عن التخطيط، والتظبيط بديلا عن التحفيز، لا ترعوى إلا لقانون الفشل يورثهم عجزا.. محلك سر!
ماذا أنتم فاعلون، لماذا أنتم قاعدون، مهمة القوات المسلحة فى قلب الدولة لن تطول وكامل الوزير لن يحل المشاكل جميعا، يقينا القوات المسلحة مش هتعمل كل حاجة، وليس من المصلحة الوطنية أن تعمل كل حاجة، واستبدال القطاع المدنى بالقوات المسلحة بفعالياتها المنجزة، وإن كنا نذهب إليه مضطرين فى هذه الفترة الحرجة من عمر مصر المديد، لا يصب وحده منفردا فى المصلحة الوطنية فى المستقبل القريب.
القطاع المدنى حتما لابد أن يفيق من غفوته، ويخرج من شرنقة العجز، ويحرر إرادته خالصة لوجه الوطن ويرنو إلى إنجاز مهامه الوطنية، ولابد من تفعيل آلياته وتحريك آلاته، وحفز هممه واستصحاب خلاياه الحية التى لم يطلها العطب إلى حالة من الإنجاز.