الجُرْسَةُ هى التَّسْمِيعُ والتَّنْدِيدُ بمن اقترف ما يُنافى المُروءَة، ومنها ما شهدته قرية «مونسة» التابعة لمركز أشمون، منوفية، قام أهالى القرية بتجريد ذئب بشرى «19 سنة» من ثيابه كاملة، وتجريسه بإلباسه «قميص نوم»، مرورا بحوارى القرية، وتلقينه «علقة ساخنة» حتى يكون عِبرة لغيره.
المشهد المخجل بتفاصيله الشاذة مقتبس بحذافيره من مسلسل «الأسطورة» للنجم محمد رمضان، الذى أضاف إلى عوالم البلطجة مشهدا بات متكررا، وصارت مادة «قميص النوم» فى قانون «رفاعى الدسوقى» بطل المسلسل، مطبقة فى الحوارى والأزقة، منسوبة إلى نجم نجوم المحروسة.
ورغم تنصل محمد رمضان من مشهد «قميص النوم» بأن هذه حادثة بنت شارعها وليست من افتكاس الأسطورة، الثابت أن سبب شيوعها على هذا النحو الشاذ هذا المسلسل الذى كان نقلة مجرمة فى عوالم البلطجة، رسم طريقا للانتقام بزفة قميص النوم، زفة رفاعى الدسوقى.
شاهدت مفجوعاً على «اليوم السابع» صور الجرسة فى قرية «مونسة»، فضيحة بجلاجل، يا ربى هل هؤلاء بشر طبيعيون، هل هؤلاء يعرفون قانوناً، ألم يمر بهم قانون العيب مثلا؟!، طفح جديرى على وجه الإنسانية يحكمهم قانون رفاعى الدسوقى، يقتاتون مشاهد الأسطورة كالأفيون الخام!.
لا احترام لآدمية، ولا لإنسانية، ولا عرف، ولا تقاليد، ولا حتى دين.. قبَّح الله وجوههم جميعاً، يزفون شحط مشحوط من قفاه بقميص النوم ويدورون به فى الحوارى، ومين يتفرج، ومن ده بكره على الفيس، صحيح لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، ولكن هناك قانونا يصل برقبة هذا الذئب إلى حبل المشنقة، لكن هذه صورة عار، فضيحة، والأكادة حفاوة حوائط الفيسبوك بالجرسة، شيّر وجرّس يا وله.. أتحتفون بالعار.. هذه جُرسة تعر وطناً!.
المجتمع يتعرّى، يخلع آخر قطعة من ملابسه، ولا يغطى عورته، مجتمع يعانى خللا، مختل، باين فى الصورة الخلل العقلى، ذئب بشرى قذر يغتصب ويشهر ويشير، وعائلة مطعونة فى شرفها تجرده من ثيابه وتلبسه قميص نوم، وتصور وتشير وتشهر وتجرس، خشيت أن يغتصبه رفاعى الدسوقى قصاصاً!!.
زمان كان فيه رجال كبار عقلاء حكماء يحكمون القرية، ولكن الناس فى بلادى فقدت عقلها ورشدها، وتركت المقود لصغار يتلهون بالثأر، حتى الثأر يا أخى كان يوماً له قواعد وأصول، ولكن هؤلاء خرقوا كل الأصول المرعية، والبركة فى قانون «الأسطورة».
رفاعى الدسوقى وضع مادة قميص النوم فى هذا القانون الوضيع، يشبه قانون الغاب، رفاعى أول من افتكس التجريس بقميص النوم درامياً على الشاشة الصغيرة، رفاعى بلطجى قرارى صار نموذجاً يحاكيه الزعران ع النواصى، دماغ رفاعى القرعة صارت مودة فى محلات الحلاقة!.
إذا كان الأسطورة «رفاعى» صار قدوة ونموذجاً، فقل على البلد السلام، قلنا ونشف ريقنا إن هذه المسلسلات لن تخلّف سوى جرس وفضائح، وما صدقنا أحد، قالوا إبداع من البدع، آخرتها لبسنا فى الحيطة، يجرسون شابا بقميص نوم حريمى على اللحم، ويزفونه فى الشوارع كاللحم المكشوف يعف عليه ذباب الفيس بوك، لا يعف الذباب إلا على قذارة.. مطلوب حملة نظافة أخلاقية، إنت فين يا دكتور عكاشة، الناس اتخبلت!!.