كشفت دراسة طبية أمريكية أن مستويات الدخل في حال كانت غير مستقرة، يمكن أن تتحول إلى ضغط يزيد من مخاطر تعرض الإنسان لمشكلات صحية، في مقدمتها أمراض القلب. كما يمكن أن يؤثر اضطراب مستوى الدخل في الصحة العقلية للإنسان إلى جانب النظام الغذائي، مما قد يزيد من مشاكله الصحية الخطيرة المحتملة.
وأشارت الدراسة إلى أن الدخل الشخصي قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة، وما هو الأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه العلاقة موجودة بين الشباب أيضا، وقد أجريت الدراسة في نحو 4 مدن أمريكية على مدار ثلاثة عقود متواصلة.
بدأت الدراسة بتتبع معدل الإصابة بمرض الشريان التاجي في البالغين والصغار في عام 1990، في مدن مينيابوليس، ومينيسوتا، وشيكاغو، وإلينوي، وأوكلاند، وكاليفورنيا، وبرمنجهام، وكان متوسط العمر الذي شملته الدراسة ما بين 23 و35 عاما.
وحلل الباحثون في هذه الدراسة الجديدة البيانات لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة بين تقلبات الدخل ومخاطر الأحداث القلبية الوعائية وكذلك الوفاة.. وقد درسوا أولًا مستويات الدخل المأخوذة من خمسة تقييمات في الفترة 1990- 2005. وقد حددوا تقلبات الدخل كنسبة مئوية للتغير من رقم دخل إلى آخر، كما نظروا في انخفاض الدخل، أو انخفاض الدخل بنسبة 25% أو أكثر من رقم التقييم السابق، ثم تعقبوا عددا الأشخاص الذين عانوا من أمراض قلبية وعائية – قاتلة وغير مميتة – أو ماتوا من أي سبب في الفترة 2005-2015.
ووجدت النتائج أن التقلبات الكبيرة في الدخل الشخصي ارتبطت بزيادة مخاطر الوفاة وأمراض القلب والأوعية الدموية في العقد التالي لتغير الدخل، كما ارتبطت أعلى مستويات تقلبات الدخل مع ما يقرب من ضعف خطر الموت وأكثر من ضعف مخاطر التعرض لظروف مثل السكتات الدماغية، قصور القلب، أو النوبات القلبية، وكانت جميع هذه النتائج مقارنة مع أولئك الذين سقطوا في فئة مماثلة، ولكنهم كانوا أقل من تغيير في دخلهم الشخصي.