منذ ثورة يوليو 1952 وحتى كتابة هذه السطور، يتشدق قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، بالحكم المدنى، ويعتبرون أنفسهم “مدنيين” مع أنهم أبطال الدعوة في الخفاء والعلن، لإقامة “دولة الكهنوت” فى أسوأ صورها.
وبعد ثورة 30 يونيو 2013 عادت الجماعة، لتملأ الدنيا صراخا وضجيجا، بالحكم المدنى، وكيف أن هذا الحكم كان عظيما وعبقريا قبل 1952 وصدروا صورة خيالية، عن ازدهار مصر وتقدمها مع بداية القرن الماضى، فى تمجيد خاص وواضح للملكين فؤاد وفاروق، ووجدنا صورا لعهد الباشوات والبكوات، دون أن يقدموا صورة مصر الحقيقية، والتى كان يمتلك ثرواتها، بضع من هؤلاء الباشوات، بينما جميع المصريين، يعملون فى “الوسية” ويسيرون حفاة، ولا يجدون قوت يومهم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، خرجت أبواق الإخوان، التى تبث إرسالها من بين أحضان ألد أعداء مصر، رجب طيب أردوغان، وحزبه من أحفاد سليم الأول، فى وصلات صراخ، عن مدى ازدهار مصر فى عصر الملكية، وتحت رايات الحكومات المدنية، وهنا من حقنا أن نطرح سؤالا جوهريا على قيادات الجماعة، وأبواقهم المرتزقة: إذا كانت جماعة الإخوان تدعم بقوة الحكم المدنى _حسب زعمهم_ لماذا اغتالت بدم بارد، كل من، أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر عام 1945 ومحمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء، عام 1948؟! .
الحقيقة أن جماعة الإخوان استأثرت لنفسها، وبشكل حصرى، ارتكاب كل الموبقات الدينية والأخلاقية والسياسية فى كافة العصور، منذ تأسيسها عام 1928 وحتى كتابة هذه السطور، فبينما تغتال رئيس وزراء مصر، أحمد ماهر، عام 1945 وهو الذى ينتمى لحزب “الدستوريين السعديين” ثم كرروا ارتكاب الحادث ذاته عام 1948 عندما اغتالوا رئيس وزراء مصر، محمود فهمى النقراشى، والذى كان ينتمى لحزب الوفد، أى أن الرجل يمثل حكومة حزبية مدنية خالصة، وأن سبب اغتياله، إنه اتخذ قرار حل الجماعة، أى أنه وفى عهد الحكومات المدنية، وقبل ثورة يوليو 1952 كان الاعتراض على سياسة الإخوان، وخروجها عن الخط الوطنى، ومحاولة ارتكاب الجرائم الإرهابية، والسيطرة على السلطة، بطرق غير شرعية.
أيضا، وفى العام ذاته 1948 اغتالت جماعة الإخوان الوقحة، المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة الاستئناف، ونعيد الكرة، هل المستشار الخازندار خريج إحدى الجامعات العسكرية حينها..؟!
اذن، تدشين لعبة المصطلحات، ما بين المدنية، والعسكرية، غاية للحصول على مغانم سياسية بالدرجة الأولى، ففى عهد الحكومات الحزبية المدنية قبل ثورة يوليو 1952 ناصبت جماعة الإخوان العداء لها، ونفذت جرائم اغتيال رئيسين لحكومات حزبية، وبعد ثورة 1952 استمر عداء الإخوان لكل نظام جلس على مقاعد الحكم.
إذن ودون لف أو دوران وبكل وضوح، وبعيدا عن المصطلحات والشعارات السياسية، فإن جماعة الإخوان، تناصب العداء لأى نظام فى مصر، بهدف إزاحته للسيطرة على الحكم، باعتبار أن حكم مصر فى أدبيات ودستور الجماعة، نقطة انطلاقة كبرى لحكم العالم، ومن هنا يأتى عدم اعترافهم بالوطن وحدوده ومقدراته.
جماعة الإخوان الإرهابية، تلعب بالمصطلحات، وتدشن منها ما يحقق أهدافها، فقط، مع العلم أن مصر دولة مدنية خالصة، شاء من شاء وأبى من أبى.