رويترز
تحتفل إندونيسيا، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الـ 72 لتأسيس الاتحاد الوطنى لنواب الشعب الإندونيسى، ومن جهته، قال الرئيس جوكو ويدودو، خلال مشاركته فى موكب الاحتفال، إن القوات المسلحة الإندونيسية يجب أن تبقى خارج السياسة، وأن تضمن ولائها فقط للدولة والحكومة، كجيش البلاد.
وجاءت تصريحات رئيس إندونيسيا وسط جدل متزايد حول الإجراءات، وما يعتبره المحللون طموحات سياسية للقائد العام للقوات المسلحة، الجنرال جاتوت نورمانتيو – الذى يروج لفكرة – أن إندونيسيا محاصرة بـ”حروب بالوكالة” تشمل دولًا أجنبية، وحتى تهديدا شيوعيا متجددا.
وقال ويدودو – الذى جلس إلى جانب “نورمانتيو” فى العرض بالميناء – “إن الجيش الإندونيسى ملك وطنى يعلو قبل كل شئ الطبقات والمجموعات التى لا تجزئها المصالح السياسية الضيقة ولا تدخل فى الساحة السياسية العملية”، مضيفًا “أن السياسة والولاء للأمة والدولة، تعنى الولاء للقتال من أجل مصالح الشعب والولاء للحفاظ على وحدة الأراضى والوحدة الموحدة لجمهورية إندونيسيا، والولاء للحكومة الشرعية، والرئيس، هو أيضا القائد العام للقوات المسلحة”.
وتأجل بدء هذا الحدث، الذى شمل قوات تمرد من طائرات هليكوبتر وتمارين تضم مركبات برمائية، لأن الوفد المرافق للرئيس، كان عالقًا فى حركة المرور، وفى موقع عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”، قال “ويدودو”، إنه قرر السير على بعد كيلومترين أخيرين.
وتتمتع القوات المسلحة الإندونيسية، بدور مركزى قوى فى السياسة والمجتمع لمدة ثلاثة عقود فى ظل الحكم الاستبدادى سوهارتو – الجنرال السابق الذى تولى السلطة بعد قيادة عملية تطهير عام 1965 – أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 500 ألف شيوعى مزعوم.
ومنذ انتقال البلد إلى الديمقراطية فى عام 1998، انسحبت القوات المسلحة الإندونيسية رسميا من الحياة السياسية، ولكنها تحتفظ بمكانة قوية فى المجتمع، ولا يزال الجنرالات السابقون بارزين فى الحياة السياسية.
وقال بعض المحللين السياسيين، إن نورمانتيو، كان لديه طموحات سياسية واضحة واتهمه بالمساعدة على إثارة “خوف أحمر” يهدف إلى الاصلاحى “ويدودو” – الذى اتهم سابقا كذبا – بأنه سليل الشيوعيين.
وفى الشهر الماضى، أصدر نورمانتيو، تعليمات إلى الضباط العسكريين بفحص فيلم دعاية فى عهد “سوهارتو”، يصور مقتل 6 جنرالات، وسحق انقلاب شيوعى مزعوم، لمنع ما حدث فى عام 1965 من التكرار.
وكان رئيس القوات المسلحة، الذى من المقرر أن يتقاعد فى مارس، أثار مزيدا من الجدل فى الشهر الماضى، عندما ادعى كذبا أن 5 آلاف قطعة من الأسلحة تم استيرادها بشكل غير مشروع “نيابة” عن ويدودو.
وفى مؤتمر صحفى، هذا الأسبوع، نفى “نورمانتيو”، أن “ويدودو”، وجه له توبيخا حول قضية الأسلحة أو أنه تدخل فى السياسة، مضيفًا أن القوات المسلحة الإندونيسية مازالت محايدة فى السياسة العملية.
وقال “إن قائد القوات المسلحة الإندونيسية، يجب أن يشارك فى السياسة، رغم أن سياساته هى سياسات الدولة، وليس السياسة العملية”، مضيفًا “كقائد يجب على القيام بواجباتى وفقا للدستور”.