استقبل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مساء أمس، لويجى دى مايو، نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير التنمية الاقتصادية الذى يزور القاهرة لتعزيز أطر التعاون الثنائية بين مصر وإيطاليا، وذلك بحضور وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والاستثمار والتعاون الدولي، والبترول والثروة المعدنية، والتجارة والصناعة، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، فضلاً عن سفير إيطاليا لدى القاهرة.
وصرح السفير أشرف سلطان، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء بأن رئيس الوزراء رحب فى مستهل اللقاء بنائب رئيس الوزراء الإيطالى، معرباً عن تقديره لتلك الزيارة التى تعد أول زيارة يقوم بها المسئول الإيطالى خارج إيطاليا منذ توليه مهام منصبه، حيث أشاد رئيس الوزراء بحالة الزخم التى تشهدها العلاقات بين البلدين فى ضوء الزيارات رفيعة المستوى التى تسهم فى تعزيز العلاقات المصرية الإيطالية، ودعم التعاون الاقتصادى بينهما، مشيراً إلى أن إيطاليا من أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر على المستوى الأوروبى والعالمى.
وأشار رئيس الوزراء إلى تطلع جمهورية مصر العربية إلى مزيد من التعاون مع إيطاليا فى مختلف القطاعات الاقتصادية، فضلاً عن تعزيز التبادل التجارى بين البلدين. فى ضوء الفرص الاستثمارية المتاحة فى المشروعات القومية الكبرى التى يتم تنفيذها من بينها المدن الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن مجالات التعاون الممكنة فى عدة قطاعات.
وخلال اللقاء، أشاد الدكتور مصطفى مدبولى بالتعاون المثمر الذى تم إحرازه فى المشروعات الجارى تنفيذها فى مجال البترول والغاز الطبيعى بالتعاون مع الشركات الإيطالية فى مصر، خاصة إينى فى عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي، وما يجرى بالنسبة لأعمال الاستكشاف فى عدد من الحقول الجديدة، مؤكداً حرص الحكومة المصرية الاستمرار فى بذل الجهود لتحول مصر إلى مركز إقليمى لتداول ونقل الطاقة من منطقة شرق المتوسط إلى القارة الأوروبية.
وأشار رئيس الوزراء خلال اللقاء إلى أهمية اجتماعات مجلس الأعمال المصرى الإيطالى باعتباره يمثل إطاراً رئيسياً للتعاون بين رجال الأعمال فى البلدين، وقاطرة لزيادة حجم الاستثمارات المشتركة.
كما أكد رئيس الوزراء على حرص مصر على إستمرار التعاون القائم مع الجانب الإيطالى فيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، بهدف كشف حقائق هذه القضية، مشيراً إلى أهمية دفع العلاقات بين البلدين سواء فى مجال الاستثمارات أو زيادة حجم التبادل التجارى بينهما لكى يصل إلى 6 مليارات دولار.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولى خلال اللقاء عن تتطلع مصر لمزيد من التعاون الأوروبى وخاصة الإيطالى لمواجهة ومكافحة الإرهاب من خلال توفير معدات وأجهزة فنية لمكافحة الإرهاب ودعم الجهود الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحاً جهود الحكومة المصرية فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، وما أسهمت فيه التدابير التى تم اتخاذها على المستويات التشريعية والاقتصادية وتامين الحدود وضبط السواحل فى وقف تدفقات الهجرة من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016.
وتناول اللقاء أيضاً تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك فى إطار التنسيق الدورى بين البلدين لتوحيد الرؤى والمواقف خاصة فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ومن بينها ما يتعلق بالأوضاع فى ليبيا، حيث أكد رئيس الوزراء على حرص مصر والإستمرار فى تنفيذ خارطة الطريق وإستكمال كافة الاستحقاقات الدستورية بما يضمن انتظام المسار السياسى والتوصل إلى صيغة شاملة تحقق الاستقرار السياسى والأمنى فى ليبيا.
ومن جانبه، أعرب لويجى دى مايو، نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير التنمية الاقتصادية عن خالص شكره على حفاوة الإستقبال والترحاب الكبير الذى لمسه من خلال التعاون مع المسئولين المصريين، موضحاً أن زيارته إلى القاهرة هى أول زيارة خارجية يقوم بها خارج إيطاليا منذ توليه منصبه، مشيراً إلى أن إيطاليا لديها نوايا صادقة ورغبة أكيدة للتعاون ودعم علاقاتها مع مصر، حيث تأتى هذه الزيارة للتأكيد على حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات خاصة فى مجال الغاز والطاقة والذى يشهد حالة زخم كبيرة فى ظل الإنجازات التى تحققت والإكتشافات التى تم التوصل إليها فى الفترة الحالية، وأضاف فى هذا السياق إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة ولها أبعاد كثيرة.
وأشار نائب رئيس وزراء إيطاليا إلى تقديره حول ما لمسه خلال الزيارة من إهتمام جاد لكشف كل ملابسات قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجيني.
وأشار نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير التنمية الاقتصادية إلى رغبة بلاده فى المشاركة فى كافة المشروعات التى تقام فى المدن الجديدة، ومختلف المجالات بما فى ذلك الغاز والبترول، معرباً عن تطلع الشركات الإيطالية نحو ضخ إستثماراتها فى السوق المصرى لإستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة فى المشروعات القومية الكبرى التى يتم تنفيذها حاليا، هذا إلى جانب حرص الشركات العاملة فى السوق المصرى على التوسع فى أنشطتها والإستفادة من حالة الزخم التى تشهدها العلاقات الاقتصادية بين البلدين. أضاف أن التعاون المصرى الإيطالى سيكون له إنعكاسات إيجابية وثقل لدى دول المتوسط وجنوب أوروبا، وأشار إلى أهمية تنشيط مجلس الأعمال المصرى الإيطالى بهدف دعم التعاون بين البلدين.
قدم المسئول الإيطالى التهنئة على برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تم تطبيقه فى مصر وعلى برنامج الحكومة المصرية الجديد الذى تم إعلانه مؤخراً، معرباً عن إقتناعه بأن هذا الجهد سيثمر عن نتائج واعدة وسيضع مصر على طريق التنمية الحقيقية.
وشدد لويجى دى مايو على دعم بلاده لمصر فى حربها ضد الإرهاب، مؤكداً إستعداد بلاده لتقديم كل الدعم الفنى المطلوب لمواجهة الإرهاب وكذلك لدعم الجهود المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، معرباً فى هذا الصدد عن تقدير بلاده لما قامت به مصر من جهود حثيثة لمنع الهجرة غير الشرعية دون المطالبة بدعم مادى من الإتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أهمية هذا الملف لبلاده وللإتحاد الأوروبي.
وأضاف نائب رئيس الوزراء الإيطالى أن بلاده تتفق وهدف مصر بتحقيق المصالحة الوطنية والإستقرار السياسى فى ليبيا لأهمية هذا الملف وأن هناك تنسيق مع مصر وتعاون لحل هذه الأزمة موضحاً فى هذا السياق أن حكومته سبق وأن نظمت مؤتمر دولى للسلام فى ليبيا للمساعدة فى حل الأزمة.