أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية، عقب انتهاء جولته بمحافظة السويس التي بدأها صباح اليوم لتفقد عدد من المشروعات الخدمية والتنموية بالمحافظة.
واستهل رئيس الوزراء تصريحاته قائلًا: سعدت بهذه الزيارة التي قُمنا بها إلى محافظة السويس برفقة الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، إلى جانب الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، ومحمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ونحن جميعًا في ضيافة اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس.
وفي غضون ذلك، هنأ الدكتور مصطفى مدبولي أهالي السويس بمناسبة احتفالهم بالعيد القومي للمحافظة الذي يتواكب مع النصر التاريخي للدولة المصرية في حرب أكتوبر عام 1973، والصمود الكبير لهذه المدينة الباسلة الذي جعل يوم 24 أكتوبر هو العيد القومي لمحافظة السويس.
وأضاف رئيس الوزراء: شرُفتُ اليوم بتفقد عدد من المشروعات الكبيرة التي كانت تحتاجها محافظة السويس لمتابعة تنفيذها، ومن بينها المشروع المهم للغاية الذي كان قد وجّه به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإنشاء مجموعة من وحدات الإسكان المُتميزة لأهالي المحافظة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إنه في إطار هذا المشروع تم اليوم من خلال “صندوق التنمية الحضرية” تسليم أول مجموعة من العقود للمستفيدين من هذا المشروع الكبير، الذي يتضمن 13260 وحدة سكنية، كلها على مستوى مُمميز للغاية من التشطيب والتصميم، وموجودة في مواقع مُتميزة في قلب مدينة السويس.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه وجّه بسرعة الانتهاء من أعمال تنسيق الموقع ورصف الشوارع الداخلية، خلال الفترة القليلة المقبلة، حيث بدأنا في طرح الوحدات تباعًا، ولتحقيق جاهزية الموقع بالكامل قبل تسلم السكان للوحدات الخاصة بهم.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: انتقلنا بعد ذلك لتفقد إحدى المدارس المصرية اليابانية في محافظة السويس، مشيرًا إلى أن هذه المدرسة من المُقرر أن تفتح أبوابها أمام الطلاب غدًا الأحد، وهي ثاني مدرسة من المدارس المصرية اليابانية في محافظة السويس.
وأشاد رئيس الوزراء بتجربة المدارس المصرية اليابانية ووصفها بأنها تجربة شديدة التميز، تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بناء على زيارته لليابان منذ فترة، حيث وجه بتكرار هذا النموذج بصورة كبيرة في مصر، والحمد لله أصبح هذا النموذج موجودا بالفعل في جميع المحافظات، وفي هذا الاطار تم توجيه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالإسراع في تنفيذ المزيد من هذه المدارس في كل محافظات مصر خلال الفترة المقبلة باعتبار أن هذا هو النموج الذي تتبناه الدولة المصرية في ملف التعليم الأساسي.
وأضاف رئيس الوزراء: انتقلنا بعد ذلك لمشروع يُعد واجهة حضارية لمصر كلها، وليس فقط لمحافظة السويس، وهو “مجمع السويس الطبي”.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: هذا المجمع هو هدية فخامة رئيس الجمهورية لأهالي محافظة السويس، حيث أصبح مجمعًا عالميًا بكل المقاييس، في ضوء مستوى التصميم والتشطيب والتشغيل الذي يتم به حاليًا على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن المجمع يقدم خدمات صحية كثيرة لأهالي السويس وكل إقليم القناة، ومنوها إلى أن عددا من أهالي شرق القاهرة يمكنه الاستفادة أيضا من خدمات هذا المجمع الطبي الحضاري الذي يقدم خدمات طبية متقدمة للغاية.
وأوضح رئيس الوزراء في هذا السياق: كان مواطنو محافظة السويس يضطرون للانتقال إلى القاهرة في حال حدوث أي حادث أو مشكلة صحية، ولكن مع هذا المشروع العملاق المتميز جدا، أضحت الخدمات الصحية المتطورة تُقدم بسهولة لأبناء السويس.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا النموذج أصبح متوفرا في كل أرجاء مصر وتسعى الدولة لتعزيزه، وسيكون جزءا من منظومة التأمين الصحي الشامل لمحافظة السويس.
واستطرد: انتقلنا بعد ذلك لمجموعة من المصانع الكبيرة والمهمة داخل المحافظة، حيث قمنا بزيارة مصنع الألواح الجبسية “كناوف”، وبالرغم من أن هذا المصنع يعد فرعا لشركة “كناوف” الألمانية، فإنه يقدم خدماته الآن ليس فقط لمصر ولكن للمنطقة المحيطة أيضا.
وأضاف رئيس الوزراء: استمعنا إلى رئيس المصنع الذي أكد دخول مصنع كناوف في توسعات تضيف طاقة إنتاجية تعادل 3 أضعاف الحجم الذي بدأ به المصنع وقت الإنشاء، وباستثمارات جديدة تصل إلى 80 مليون يورو، والتي سيتم ضخها في خلال العامين القادمين، لكي يصل إنتاج المصنع من 15 مليون متر مربع إلى 60 مليون متر مربع.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن ذلك يغطي احتياجات الدولة من المشروعات القومية، لافتا إلى أن إنتاج “كناوف” ساهم في تنفيذ مشروعات الأبراج في العاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج العلمين الجديدة، ومحطات القطارات ومترو الأنفاق، ومشروعات كثيرة جدا استخدمت منتجات ذلك المصنع، والأهم أن مصنع “كناوف” يُصدر منتجاته للخارج بصورة كبيرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن نقطة الزيارة التي تلت مصنع كناوف الألماني كانت تفقد مصنع “يونيفرسال للأثاث” الذي يُصدّر كامل إنتاجه للخارج باستثمارات سعودية، كما أن القائمين على المشروع يحرصون على إجراء توسعات أكبر للمصنع.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الحديث عن تفقده لمصنع شركة “روهربمبن مصر” وهي شركة متخصصة في انتاج الطلمبات، مضيفًا: هذه الشركة منذ أقل من عامين كانت تعرض أنشطتها في إحدى الفعاليات التي نظمتها هيئة الاستثمار، وكان ذلك أمام فخامة رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، حيث عرضت الشركة في هذا الصدد رؤية المصنع لتغطية احتياجات السوق المصرية للطلمبات لمصلحة كل من وزارتي البترول والإسكان.
وتابع رئيس الوزراء: آنذاك، وجّه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ بتقديم كل الدعم لإنشاء المصنع، واليوم نرى المصنع يُنتج أعدادًا كبيرة من الطلمبات، ويُصدّر جزءًا من إنتاجه للخارج إلى أمريكا اللاتينية وأوروبا، بما فيها دولة ألمانيا البلد الأم للشركة، ومحليًا، أصبحت الشركة تغطي جزءًا مهمًا من مشروعات الصرف الصحي ومشروعات تحلية مياه البحر التي تنفذها الدولة.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، خلال التصريحات التلفزيونية التي أدلى بها عقب انتهاء جولته بمحافظة السويس، إلى طلب المحافظ بتسريع الخطى من أجل إنهاء تطوير مشروع قصر ثقافة السويس وذلك بعد توقف أعمال تطويره بسبب عدم توفير الموارد المالية اللازمة له.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزرء إلى قيامه والوفد المرافق له بزيارة موقع قصر الثقافة، حيث لم تكن زيارة المبنى مُدرجة في برنامج الزيارة، موضحا أنه تم توجيه وزارتي التخطيط والتنمية المحلية وكذا المحافظة بتوفير المبالغ المطلوبة وقيمتها 100 مليون جنية لإنهاء المشروع وافتتاحه في أسرع وقت ليكون هدية لأهالي محافظة السويس.
وفي ختام حديثة، أكد رئيس الوزراء حرصه على إنهاء الجولة في الممشى التاريخي في بورتوفيق لما يمثله من ذكريات مهمة للغاية لأهالي محافظة السويس، مشيراً إلى أن الممشى له إطلاله رائعة علي قناة السويس، وتم تطويره من قِبل المحافظة في غضون شهرين فقط، واليوم نفتتحه ليكون أيضًا هدية لأهالينا في السويس بمناسبة العيد القومي للمحافظة.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر لمحافظ السويس الحالي علي دعوة السادة محافظي السويس السابقين لحضور افتتاح الممشى، باعتبارهم جزءا من هذا الإنجاز الكبير.
كما أكد رئيس الوزراء استمرار نهج القيام بزيارة أسبوعية لكل محافظة من محافظات مصر؛ لمتابعة أعمال التطوير والتنمية الجارية بالمشروعات المختلفة التي كانت حلما لأهالي هذه المحافظات.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي استمرار تنفيذ المشروعات الحيوية لصالح أهالي المحافظات؛ لتعويض فترات طويلة من الإهمال كانت تعاني منها؛ بسبب نقص التمويل وعدم وضعها على خريطة التنمية، مشيرًا إلى أن ما تستهدفه الدولة حاليًا هو إعادة بناء جميع محافظات الجمهورية.
وشدد رئيس الوزراء: لن نترك أي محافظة دون أن تمتد إليها أعمال التطوير، مشيرًا إلى مطالبة محافظ السويس بإدخال القطاع الريفي بالمحافظة في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وكذا مطالبته بتطوير مناطق الإسكان الشعبي القديمة التي تم بناؤها بعد حرب أكتوبر المجيدة منذ أكثر من 50 سنة، حيث تم التوجيه فوراً بالتحرك نحو تطوير هذه المناطق بالكامل.
وفي ختام تصريحاته، جدد الدكتور مصطفى مدبولي تهنئته لأهالي السويس بالعيد القومي للمحافظة.