أكد يوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا أن مصر تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لبلاده فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأن العلاقات الثنائية تعود إلى عقود ماضية وهى مفيدة لكلا الجانبين، مشيرا إلى أن المصريين يعرفون فنلندا بنظام تعليمها الممتاز وبتكنولوجيتها المتقدمة .
وشدد سيبيلا، الذى ترأس وفد بلاده فى القمة العربية الأوروبية – فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، على ضرورة أن نبذل المزيد من الجهد لتطوير علاقات جيدة بين الشعبين المصرى والفنلندي، موضحا أن كلا البلدين تواجهان نفس التحديات والقضايا العالمية ويمكن أن نتعاون معا لمعالجتها، على سبيل المثال، فى مجال الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية مثل المياه والتوسع فى استخدام الاقتصاد الدائرى (المستدام) الذى يوفر مجالا مثمرا للتعاون فى المستقبل، كما أن السائحين الفنلنديين يعودون الآن إلى مصر من خلال رحلات مباشرة من هلسنكى إلى منتجعات البحر الأحمر بعد فترة من الهدوء .
وردا على سؤال حول القمة العربية – الأوروبية، أكد سيبيلا على أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية حيث تتقاسم الدول الأوروبية والعربية الكثير من التحديات اليوم، من بينها تغير المناخ والنزاعات والهجرة غير خاضعة للسيطرة والإتجار بالبشر والأصولية والإرهاب وبطالة الشباب، مشيرا إلى أن التفاعل بين الجيران والتعاون لمراقبة قوية للحدود أفضل طريقة لمواجهة التحديات العالمية على المستوى الإقليمى .
وأوضح أن هناك الكثير من إمكانيات النمو فى العلاقات التجارية والاقتصادية بين المنطقتين وذلك باستخدام الفرص الهائلة للتكنولوجيات الحديثة والرقمية، التى من شأنها يمكن أن تحقق الرخاء وتزيد من الرفاهية للعديد من الأشخاص فى المنطقتين .
وأفاد بأن إحدى أولويات السياسة الخارجية لفنلندا هى منع النزاعات وهناك الكثير يمكن أن نفعله سويا على المستوى الثنائى ومن خلال قنوات الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، مؤكدا أن بلاده تتبنى نهجا شاملا يتطلب مشاركة الجميع فى المجتمع خاصة النساء والشباب من أجل تحقيق السلام والحفاظ عليه .
وذكر أن الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية يمتلكان الإرادة المشتركة لخلق مستقبل أفضل معا، معربا عن اعتقاده أن التعاون متعدد الأطراف والالتزام بالنظام الدولى القائم على القواعد يمكن أن يحقق هذا الهدف بشكل أفضل وهذا من شأنه أن يرسل رسالة هامة من القادة الأوروبيين والعرب للعالم .
وردا على سؤال حول تحديات الاتحاد الأوروبي، قال سيبيلا إن الفترة المقبلة سوف تشهد إجراء الانتخابات البرلمانية فى فنلندا وانتخابات البرلمان الأوروبي، موضحا أن فنلندا سوف تترأس مجلس الاتحاد الأوروبى فى النصف الثانى من هذا العام وتوقيت رئاستنا يشكل تحديا صعبا فى ضوء وجود ملفات كبيرة سوف نتولاها .
وأكد على أهمية تعزيز النمو والأمن والمضى قدما فى السوق الموحدة وأجندة التجارة الحرة وكذلك التعاون الدفاعى وهذا يتضمن مواجهة التهديدات الهجينة والحاجة إلى قيادة الاتحاد الأوروبى فى سياسة المناخ العالمية التى تشكل أهمية كبيرة وإيجاد حلول للهجرة غير النظامية، معربا عن اعتقاده بأن القمة العربية – الأوروبية تشكل بداية لمستقبل العلاقات بين الجانبين .
وأشار إلى أن “البريكست” يعتبر تحديا كبيرا وأنه بغض النظر عن النتيجة، فإننا نحتاج إلى تحريك الأمور للأمام خلال رئاستنا لمجلس الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن صعود الشعوبية والمشاكل التى تسببها فى عمليات صنع القرار تمثل تحديات كبيرة .
وأعرب عن اعتقاده بأن تبنى إجراءات ملموسة وتنفيذ القرارات وتقديم التنازلات من أجل المصلحة العامة، يمكن أن تؤدى إلى استعادة الثقة وهزيمة موجات الشعوبية .