مع الصعود إلى الدور الثالث، الذى تم تجديده، تشعر وكأنك خرجت من منطقة شعبية إلى كومباوند راق، قد يشترك الاثنان فى النظافة وتوفير الحياة الآدمية، ولكن روح العصر طغت على الثانى، لأول مرة تظهر الألوان فى المستشفيات العادية، كان الرمادى والأبيض والبيج، ألوانا مفروضة على جدران المستشفيات، ولكن هذه المرة اختارت إدارة «أبوالريش»، أن تخرج من عباءة هذه الألوان، لتبدأ فى إطلاق البهجة على جدرانه عند استقبال الأطفال، غرف الاستراحة مختلفة، ولم تنس الإدارة غرفة الترفيه الخاصة بالمحتجزين. قبل الدخول إلى الدور الثالث كانت لافتات تحمل اسمى مؤسسة مصر الخير، وبنك التعمير والإسكان، اللذين قاما بدفع قيمة تطوير الدور بالكامل، الذى تقاسم مبلغ 55 مليون جنيه الدور الرابع الجارى تطويره حاليا، وكانت معظم التكلفة لتجديد البنية التحتية بالكامل. فى كل غرفة تكييف وحوض مياه خاص، ليغنى عن الخروج الدائم من الغرفة لغسل الأيدى، بجانب وجود استاند فى كل غرفة انتظارا لتركيب التليفزيونات، ولا تزال الأدوار فى انتظار الدعم الكبير، وفقا للدكتور الأنورى.
دورات المياه، لأول مرة يتم فيها مراعاة وجود مطلع للكراسى المتحركة، وما بين «البرتقالى والموف والفوشيا» كانت ألوان أبواب دورات المياه، مع مراعاة أن يكون السيراميك من اللون الفاتح للتأكد من عدم وجود اتساخ عليه قد تصيب الأطفال بعدوى. ومع خروجنا من الدور الثالث الذى تم تطويره، أشار نائب مدير المستشفى إلى أن شركة السويدى قامت بالتبرع بتركيب 6 أسانسيرات لأول مرة فى المستشفى، وسيتم تشغليها خلال الشهور القليلة المقبلة.
وراء ظهور الدور الثالث بهذا الشكل المبهج، كان الدكتور مهندس وليد عبدالمنعم، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، وعضو لجنة كود المستشفيات بمركز بحوث البناء والإسكان، الذى قال إن «الحالة النفسية هى المسؤولة عن نجاح علاج أى مريض، بجانب التصميم الخاص بالغرف والمداخل، فقد قررنا أن يتم التطوير بشكل شامل، وكانت البنية التحتية مدمرة، لأنها الجانب الوحيد الذى لا يأتى عليه تبرعات مثلا، ولكن كان يجب البدء بتطويرها، بجانب وجود وحدة كنترول ووحدة تمريض وغرفة ترفيه للأطفال مثل أى مستشفى خاص، بحيث يكون للطاقم الطبى والتمريض مسارات حركة مختلفة عن مسارات حركة الأهالى والمرضى والزوار، كما راعينا أهل المريض، فأصبح لهم وحدات استراحة ودورات مياه خاصة بعيدة عن دورات مياه المرضى».