حذر نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي ألكسندر جريبكين، من أن التزايد الملحوظ لنشاط حلف شمال الأطلسي “الناتو” ينذر بمخاطر وقوع نزاعات مسلحة وحوادث على الحدود الروسية.
وقال جريبكين، لصحيفة “روسيسكايا جازيتا” الحكومية الروسية، “إن الوضع في أجزاء معينة من حدود دولتنا لا يزال معقدا، وهذا يأتي في سياق الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي المتزايد على روسيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها”.
وأضاف “في الفترة الأخيرة نرصد زيادة ملحوظة للنشاط العسكري لدول حلف “الناتو” في حوض البحر الأسود وبحر آزوف وفي الاتجاه الغربي ومنطقة القطب الشمالي”، غير مستبعد احتمالية نشوب نزاعات مسلحة وحوادث على حدود بلاده بسبب تلك الأنشطة.
وحذر جريبكين من أن المسلحين والإرهابيين في أفغانستان يمكنهم التسلل إلى دول منطقة آسيا الوسطى، ومنها التسلل إلى روسيا عبر الحدود مع كازاخستان”، مضيفا “أن بلاده تتابع عن كثب الوضع المتأزم في أفغانستان مع وصول تنظيم طالبان الإرهابي الدولي المحظور في روسيا إلى السلطة”، مشيرا إلى أن الوضع للأسف لا يدعو للتفاؤل.
وأكد الحاجة لاتخاذ إجراءات فعالة جديدة لتعزيز الأمن على الحدود الروسية، مؤكدا أنه تم مناقشة هذا الأمر في الاجتماع السابق لمجلس الأمن الروسي.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن الأسبوع الماضي خلال اجتماع الهيئة القيادية لوزارة الخارجية، أن الأحداث في أفغانستان تملي على روسيا ضرورة اتخاذ تدابير أمنية إضافية لتأمين حدودها وتقديم المساعدة لحلفائها، مشددا على ضرورة مواصلة العمل على منع تسلل الإرهابيين والعناصر الإجرامية الأخرى إلى روسيا.
وفي سياق متصل، لم يستبعد المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف وقوع استفزازات بعد مزاعم غربية حول نية بلاده الاعتداء على كييف.
وقال بيسكوف – في تصريحات لقناة “روسيا ــ 1” التلفزيونية اليوم الأحد – “إن التصريحات الغربية حول الخطط الروسية المزعومة للاعتداء على أوكرانيا يزيد من المخاوف بشأن استفزازات ربما تتبع تلك التصريحات.
وأضاف أن “هذه الهستيريا يجري تعزيزها بشكل مصطنع، والاتهامات ضدنا بالقيام بأنشطة عسكرية مشبوهة تأتي من أطراف قاموا بوضع قواتهم المسلحة قريبة من بلدنا”، موضحا أن هذا غير منطقي وغير لائق من جانب الولايات المتحدة.
كان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أكد مؤخرا أن بلاده لن تغض الطرف عما وصفها بالاستفزازات الصارخة من قبل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوروبي، لاسيما تأجيج المشاعر العسكرية لدى سلطات أوكرانيا، كما حذر السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، في وقت سابق من خطط الولايات المتحدة لتسليح أوكرانيا، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة لن تساعد في تخفيف التوتر وستؤدي إلى تفاقم الوضع في “دونباس” جنوبي شرق أوكرانيا.