أعلن مبعوث الرئيس الروسى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، أن روسيا مستعدة للتوسط بين إثيوبيا ومصر حول مسألة بناء سد النهضة على نهر النيل.
وقال بوجدانوف للصحفيين على هامش قمة “روسيا-إفريقيا” فى سوتشي – بحسب ما نقلته روسيا اليوم : “إذا طلبوا منا، فنحن على استعداد دائما. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة. وبالطبع ناقشنا هذا الموضوع أكثر من مرة. إذا كانت وساطتنا مطلوبة فنحن دائما على استعداد”.
أعربت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس الثلاثاء، عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلامياً ومنسوبة لـ رئيس الوزراء آبي أحمد، أمام البرلمان الإثيوبي، إذا ما صحت، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالاً بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، الأمر الذى تستغربه مصر باعتبار انه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذى تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفاً لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي، خاصةً وأن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أُطر التفاوض وفقاً لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دوماً على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحُسن نية على مدار سنوات طويلة.
كما أعرب البيان، عن دهشة مصر من تلك التصريحات، والتى تأتى بعد أيام من حصول رئيس الوزراء الإثيوبى على جائزة نوبل للسلام، وحفاوتنا جميعًا بها، وهو الأمر الذى كان من الأحرى أن يدفع الجانب الإثيوبى إلى إبداء الإرادة السياسية والمرونة وحُسن النوايا نحو الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم وشامل يراعى مصالح الدول الثلاث الشقيقة مصر وإثيوبيا والسودان، حيث لا يمكن التعامل مع قضية بهذا القدر من الحساسية والتأثير على مقدرات الشعوب الثلاثة استنادًا لوعود مرسلة.
وتلقت مصر دعوة من الإدارة الامريكية، فى ظل حرصها على كسر الجمود الذى يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا فى واشنطن؛ وهى الدعوة التى قبلتها مصر على الفور اتساقًا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً فى المساعى الحميدة التى تبذلها الولايات المتحدة.