اتهمت روسيا والصين، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة، بتصعيد التوتر العسكري باختبارها صاروخا كروز يطلق من البر. لكن وزارة الخارجية الروسية قالت إنها لن تنجرف إلى سباق تسلح.
كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد قالت أمس الاثنين، إنها اختبرت صاروخا كروز تقليديا وإنه نجح في إصابة هدفه بعدما قطع مسافة تجاوزت 500 كيلومتر، في أول تجربة من نوعها بعدما انسحبت الولايات المتحدة هذا الشهر من معاهدة نووية مهمة أبرمت خلال فترة الحرب الباردة.
وفي الثاني من أغسطس ، انسحبت واشنطن رسميا من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المبرمة مع روسيا متهمة إياها بانتهاك المعاهدة، وهو ما نفاه الكرملين.
كانت المعاهدة تمنع مثل هذه التجربة الصاروخية الأمريكية.
وحظرت المعاهدة الصواريخ المنشورة على البر ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، مما حد من قدرة البلدين على شن ضربة نووية خلال مهلة قصيرة.
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي “من الواضح أن الولايات المتحدة تسلك طريق تصعيد التوتر العسكري”.
ونقلت وكالة تاس عن ريابكوف قوله، إن روسيا لن تسمح لنفسها “بالانجرار إلى سباق تسلح باهظ التكلفة” ولا تعتزم نشر صواريخ جديدة ما لم تقدم الولايات المتحدة على مثل هذه الخطوة أولا.
وذكر الكرملين أن التجربة الصاروخية الأمريكية تظهر أن واشنطن كان تجهز منذ وقت طويل للانسحاب من المعاهدة النووية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “لا يمكن الإعداد لمثل هذه التجارب في غضون أسابيع أو شهور قليلة… يظهر هذا أن الولايات المتحدة، وليست روسيا، هي التي تسببت بتصرفاتها في انهيار معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى”.
وعبرت الصين أيضا عن قلقها، وقال المتحدث باسم خارجيتها قنغ شوانغ إن الاختبار يظهر أن الولايات المتحدة تذكي سباق تسلح جديدا ومواجهة وهو ما سيكون له أثر وخيم على أمن المنطقة والعالم.
وأضاف في إفادة صحفية يومية “ننصح الجانب الأمريكي بالتخلي عن التصورات البالية التي تعود لفكر الحرب الباردة وألعاب المحصلة الصفرية وأن تتحلى بضبط النفس في تطوير الأسلحة”.