ذكرت الوكالة أن هجمات قوات إقليم تيجراي الإثيوبي على إقليم عفر أجبرت ما يزيد على (54) ألفاً على الفرار من منازلهم في حين صرح لاجئون في مخيم بجنوب تيجراي أن معارك شرسة دارت بالقرب منهم، مضيفة أن تلك التطورات تأتي في الوقت الذي قام فيه عشرات الآلاف بالتجمع في العاصمة أديس أبابا لدعم رئيس الوزراء “آبي أحمد” الذي يواجه انتقادات لطريقة إدارته للصراع الذي يهدد بتقويض استقرار ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، مشيرة لتصريحات المتحدث باسم إقليم عفر “أحمد كلويتا” والذي أكد أن مقاتلين من تيجراي سيطروا على (3) أحياء في الإقليم هذا الأسبوع، حيث يريد مقاتلو تيجراي من الحكومة قبول شروطهم قبل الشروع في محادثات لوقف إطلاق النار.
ذكرت الوكالة أن لإقليم عفر أهمية استراتيجية إذ يمر عبره الطريق الرئيسي وخط السكك الحديدية اللذان يربطان العاصمة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري، مشيرة لتصريحات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي “دبرصيون جبرمكئيل” والذي أكد أن قوات تيجراي موجودة في عفر وتعتزم استهداف قوات من إقليم أمهرة المجاور تقاتل لصالح الحكومة، في حين صرح كبير مستشاري رئيس جيبوتي “أليكسي محمد” أن بلاده تعتبر أن الموقف في إثيوبيا مقلق للغاية.
ذكرت الوكالة أن القتال اندلع في نوفمبر الماضي بين الجيش والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وهي الحزب الحاكم في الإقليم، وأعلنت الحكومة بعدها بـ (3) أسابيع النصر عقب سيطرتها على عاصمة الإقليم لكن الجبهة واصلت القتال واستعادت الجبهة في نهاية شهر يونيو السيطرة على عاصمة الإقليم ومعظم مناطق الإقليم بعد انسحاب القوات الحكومية، وقد أعلنت الأقاليم الإثيوبية الـ (9) الأخرى منذ ذلك الحين إرسال قوات لدعم الجيش ضد مقاتلي تيجراي.
أضافت الوكالة أن عشرات الآلاف من الإثيوبيين تجمعوا أمس في ساحة رئيسية بالعاصمة أديس أبابا في محاولة لإظهار دعمهم لرئيس الوزراء الذي أكد كثيرون في التجمع أنه يتعرض لانتقادات ظالمة من دول أجنبية، كما أثنى بعض المشاركين في التجمع على “آبي أحمد” لتنفيذه الملء الثاني لسد النهضة والذي تسبب في توتر مع دولتي المصب (مصر / السودان) بسبب نزاع على الحقوق المائية، مشيرة إلى أن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي كان قد أبلغ وكالة رويترز يوم الثلاثاء الماضي أن قوات تيجراي ستقوم بكل ما في وسعها لإجبار الحكومة على قبول شروطها لخوض مفاوضات بهدف التوصل إلى هدنة، وتشمل الشروط الانسحاب الكامل لقوات الحكومة وحلفائها من تيجراي إلى حدود ما قبل الحرب وإعادة الخدمات ومنها (الكهرباء / الاتصالات / النقل / البنوك).