رصدت كتابات نجيب محفوظ معالم المجتمع المصري الحديث في أشواقه وأزماته وتطور أحداثه وواكب ذلك إفادة ثرية مما طرأ على السرد من آليات فنية متجاوزة وانطلق يبحث عن المعاني الكبري الكامنة وراء الظواهر المتغيرة.
كما نال نجيب محفوظ جائزة نوبل في الرواية بجدارة عام 1988 وفي حيثيات استحقاق الروائي الكبير بالجائزة أوضحت الأكاديمية السويدية أن إنتاجه يتميز بالثراء والتنوع الواسع في الألوان وبالواقعية ذات الرؤي المباشرة الصافية وبالغموض المثير بدلالاته كما أن أدبه يخاطب الإنسانية كلها.
ولكل كاتب عادات خاصة به لا يعرفها سوى هو والقليلين المقربين من حوله، وقال الشاعر “زين العابدين فؤاد” إنه وكل جيله اعتادوا على التجمع مع نجيب محفوظ كل يوم جمعة، والجلوس في مقهى “ريش” والذي كان وقتها يختلف تماما عن الآن، كما كان “نجيب محفوظ” يقضى معهم بضع ساعات ينصتوا له ويتحدث معهم في مختلف الموضوعات.
وذكر أيضا عن عادات نجيب محفوظ أنه كان أحيانا يراه في الشارع في السابعة والنصف صباحا ليكون بمكتبه في الثامنة صباحا حيث لم يكن يمتلك سيارة فكان يراه صباحا يتمشى في طريقة إلى مكتبة.
وأضاف أيضا عن عادات نجيب محفوظ أنه كان يداوم على الكتابة بشكل يومي ما عدا شهر في السنة فكان شهر أغسطس من كل عام هو إجازته الخاصة.
كما صرح “زين العابدين فؤاد” في تصريح خاص لـ “فيتو” أن “نجيب محفوظ” هو تاريخ حقبة معينة في علم مصر.
وأشار “زين” أنه كان يفضل جميع أعمال نجيب محفوظ خاصة ما جاء في رواية “الطريق”، “عندما كان البطل يبحث عن والده ولم يجده فبحث عنه في السجن وقال والدى رجل محترم، أجابه: “في زماننا هذا السجون أصبحت مثل الجوامع يدخلها كل الناس”.
وأضاف أن أكثر ما يميز نجيب محفوظ هو الانضباط والالتزام بالإضافة إلى ضحكته الشديدة، وأنه كان ذا وجه بشوش.
وأردف “زين” أنه يفضل الاحتفال بذكرى مولد نجيب محفوظ، وذكر أن في الذكرى المئوية لمولده يوافق الاحتفال عن طريق اكتشاف 100 كاتب وكاتبة في مسابقة نجيب محفوظ للأدب، وكان قريبا من بيت السحيمى.
وقال إنه دائما ما يفضل الاحتفال بالكتاب وهم على قيد الحياة وتقديرهم، وليس من الضرورة انتظار رحيلهم مثل الروائى “شريف حتاتة” والناقد “إبراهيم فتحى” والمفكر “حلمى شعراوى”، كما قال أنه يوجد من رحلوا ولم نذكرهم مثل “يوسف إدريس” و”صلاح عبد الصبور”.
يذكر أن اليوم هو الموافق للذكرى العاشرة للراحل “نجيب محفوظ” والموافق 30 أغسطس، محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتليفزيون، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم، من أشهر أعماله الثلاثية وأولاد حارتنا التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدبًا واقعيًا، فإن مواضيع وجودية تظهر فيه.