سبايسر ليس أولهم.. الراحلون عن الإدارة الأمريكية
يبدو أن قطار الراحلين من مسؤولي الولايات المتحدة لن يتوقف؛ فمنذ وصول الجمهوري دونالد ترامب للسلطة واعتلائه عرش الولايات المتحدة وهو مستمر في الإطاحة بهم أو دفعهم إلى الاستقالة، ليكون أحدث هؤلاء هو شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض.
وقدم سبايسر استقالته أمس الجمعة، منهيًا فترة خدمة قصيرة وذلك بسبب اختلافه مع ترامب في اختيار الأخير أنتوني سكاراموتشي مستشار الرئيس والخبير المالي، لمنصب مسؤول الاتصالات بالبيت الأبيض، ويرى مراقبون في رحيل الرجل اضطرابًا داخل فريقي ترامب القانوني والإعلامي، وسط تحقيق آخذ في الاتساع، بشأن صلات محتملة بين حملة ترامب لانتخابات الرئاسة عام 2016 وروسيا.
وفي فبراير الماضي استقال مايكل فلين -مستشار الأمن القومي- في ظل فضيحة اتصالات مع روسيا، ووجهت الاتهامات للجنرال المتقاعد بمناقشة موضوع العقوبات الأمريكية مع السفير الروسي قبل تولي ترامب مهام الرئاسة، وتضليل مسؤولين أمريكيين بشأن محادثته تلك مع السفير الروسي.
وقال فلين في رسالة استقالته: "قدمت إيجازا بمعلومات غير كاملة من دون قصد لنائب الرئيس المنتخب وآخرين بشأن اتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي".
وفي مايو الماضي أقال ترامب، جيمس كومي -مدير المباحث الفيدرالية- معللا ذلك بأن الأخير "لم يعد قادرًا على قيادة المكتب بفاعلية"، وأضاف في رسالة لكومي نشرها البيت الأبيض: "من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
وأبلغ ترامب كومي في الرسالة أنه قبل توصية وزير العدل جيف سيشنز بأنه لم يعد يمثل قيادة فعالة، وكانت فترة عمل كومي ستستمر حتى سبتمبر 2023، ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن "الخطوة جاءت نتيجة للطريقة التي تعامل بها كومي مع فضيحة تتعلق برسائل إلكترونية شملت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في ذلك الوقت هيلاري كلينتون"، وسارع الديمقراطيون إلى اتهام ترامب بوجود دوافع سياسية وراء قراره إقالة كومي.
وفي يناير الماضي أقال الرئيس الأمريكي دانيال راجسديل -المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك- وعين مكانه توماس هومان، وذلك بعد أقل من ساعة على إقالته وزيرة العدل بالوكالة لرفضها تطبيق قراره منع رعايا 7 دول عربية من السفر للولايات المتحدة.
ولم يفسر جون كيلي -وزير الأمن الداخلي- في بيان له وقتها السبب وراء إقالة راجسديل المعين منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، مكتفيًا بالقول إن "تعيين هومان سيسهم في ضمان أننا نطبق قوانين الهجرة داخل الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية".
وفي أبريل الماضي أطاح ترامب بستيف بانون -كبير المخططين الاستراتيجيين بإدارته- والذي لعب دورًا بارزًا في الأمر التنفيذي الذي انسحبت بموجبه واشنطن من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وفي إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي وصياغة الأمر التنفيذي المتعلق بالهجرة.
كان تعيين بانون كأحد مستشاري ترامب قد أثار انتقادا كبيرا في واشنطن، إذ عمل الرجل في السابق مديرا بشبكة "برايتبارت نيوز" الإخبارية، وهي شبكة يمينية معارضة للمؤسسة الحكومية، وتخلى بانون، الذي يتهمه منتقدوه بمعاداة الأجانب والنساء، عن منصبه في برايتبارت ليقود حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية، وتنقل خلال مسيرته المهنية من الخدمة في البحرية الأمريكية إلى العمل كمصرفي استثمار في جولدمان ساكس، ثم أسس شركته الخاصة للاستثمار الإعلامي عام 1990، وباعها لاحقا.