أعاد حادث منطقة الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، جنوب غربى محافظة الجيزة، إلى الأذهان حادث كمين الفرافرة الإرهابى الذى وقع على بعد 35 كيلو مترا فقط من موقع الحادث الأخير، وتحديدا عند الكيلو 100، ونفذه عدد من عناصر تنظيم داعش الإرهابى، على رأسهم الضابط السابق هشام عشماوى، الذى أصيب فى العملية الإرهابية التى استهدفت كمين الفرافرة.
وعن أسباب اختيار الإرهابيين للصحراء الغربية واعتمادهم عليها فى تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، فالأمر يرجع إلى أن المناطق الصحراوية تقع على مساحات شاسعة من الصعب تأمينها، كما أن خلوها من المواطنين يسهل تحركهم ويجعل من الصعب الوصول لهم، ويسمح للعناصر الإرهابية بالاختباء وتلقى تدريبات عسكرية على تنفيذ العمليات الإرهابية، واستخدام الأسلحة وتصنيع العبوات الناسفة، إضافة إلى قرب هذه المنطقة من الحدود الليبية التى تمر الأسلحة عبرها، إضافة إلى القدرة على التوجه إلى ليبيا للاختباء بها وتدريب عناصرهم عليها، وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية بالاستعانة بسيارات الدفع الرباعى.
المؤشرات الأولية تشير لتورط هشام على عشماوى مسعد إبراهيم، الضابط المفصول، وقائد تنظيم أنصار بيت المقدس قبل انضمامه لتنظيم داعش، نظرا لسابقة اختبائه وخليته فى المنطقة نفسها، ومعرفته بمداخل ومخارج وطرق المنطقة الجبلية، وقدرته على استخدام الأسلحة والعبوات الناسفة، وهو ما ساعده على الهرب رغم إصابته فى حادث كمين الفرافرة الذى أسفر عن استشهاد 25 من أبطال الكمين.
هشام عشماوي يقود خلية تضم كلا من: إسلام مسعد أحمد الدسوقى، وصبرى خليل عبد الغنى محمد الخليوى، وعماد الدين أحمد محمود “ضابط سابق مفصول”، ومحمد عبد الوهاب متولى، وعلى إبراهيم السيد من محافظ الشرقية، ومحمد فتحى الشعراوى من محافظة الشرقية، وأحمد فؤاد أحمد من محافظة الشرقية، ووليد محمد عبد الرحمن عوض من محافظة الشرقية، وحمدى محمد يوسف، وعزت محمد حسن حسين، والسيد حسانين على، الذين تمكنوا من الهروب والوصول لليبيا عقب تنفيذ حادث كمين الفرافرة فى منتصف 2014.
قدرة المجموعة الإرهابية المتمركزة فى منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات على مواجهة الأجهزة الأمنية على مدار 24 ساعة متواصلة تشير إلى امتلاك العناصر الإرهابية لعديد من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، التى تمكنت من تهريبها لداخل الحدود، وزيادة عدد عناصر الخلية، ويشير الأمر لوجود هذه العناصر وعودتها لمصر وبحوزتها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إلى أن هذه المجموعات كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة، يتم التخطيط لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
يعد هشام على عشماوى مسعد إبراهيم، البالغ من العمر 36 عاما، من أخطر العناصر الإرهابية، انضم إلى القوات المسلحة فى أواخر التسعينيات، والتحق بالقوات الخاصة “الصاعقة” كفرد تأمين عقب تخرجه، وتم فصله بعدما أثار الشبهات حوله، حين وبخ قارئ القرآن فى أحد المساجد التى كان يصلى بها بسبب خطأ فى التلاوة.
بعد فصله من الجيش، كوَّن خلية إرهابية تضم مجموعة من التكفيريين، بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة لعلاقتهم بالإخوان والجماعات التكفيرية، ورصدت الأجهزة الأمنية سفره لتركيا فى 27 أبريل 2013 عبر ميناء القاهرة الجوى، وتسلله عبر الحدود إلى سوريا، وتلقيه تدريبات حول “تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية”، وشارك فى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، إذ تولى عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذى أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع وليد بدر منفذ العملية.
وشارك “عشماوى” أيضا فى مذبحة كمين الفرافرة فى 19 يوليو 2014، وكان قائدا للخلية المنفذة للعملية التى استشهد فيها 22 مجندًا، وشارك فى مذبحة العريش الثالثة فى فبراير 2015، التى استهدفت الكتيبة 101 واستشهد بها 29 من القوات المسلحة، واشترك فى التدريب والتخطيط لعملية اقتحام الكتيبة العسكرية.