قال السفير كريسيتان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، إن العلاقات الأوروبية المصرية استثناء إيجابي من كل الأحداث المشتعلة فى الجوار، حيث زاد حجم التعاون و تم توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والاستراتيجية في مارس، مع تحديد مجالات تعزيز التعاون استنادا الى قيم المساواة والاحترام المتبادل والثقة، مشيرًا إلى أن العام الماضى شهد استمرار الحرب الروسية على اوكرانيا مع اندلاع صراعات جديدة في منطقة الجوار القريب من مصر وذلك في السودان و قطاع غزة.
وأكد بيرجر، أنه كلما غض العالم الطرف عن القواعد السلمية كلما زاد تفتتًا ، فيزداد الاستقطاب وتتقلص التعددية ، علاوة على إساءة استغلال اعتماديات البلاد على بعضها البعض ، اذ أصبحت السلع الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء أسلحة تشهرها الدول في وجه بعضها البعض، و اتسعت حاليًا رقعة المواجهات وانحسرت رقعة التعاون .
وأشار بيرجر في كلمته بالذكرى العشرين ليوم أوروبا، والتي يحتفل بها لآخر مرة في مصر، حيث تنتهى مدة عمله التي استمرت 4 سنوات، إلى وجود تعاون مكثف على صعيد العلاقات السياسية مع مصر، حيث يتم مواصلة تعزيز تعاون في وجه التحديات الإقليمية والدولية ، كما أن الحرب في غزة أولوية أولى بالنسبة لنا ، وكما قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشئون الخارجية بالمفوضية الأوروبية مؤخرًا علينا ان نفهم الجميع انه لا يوجد حل عسكريي لذا علينا تقديم حل افضل .
وقال بيرجر، إن مصر والاتحاد الأوروبي يتفقان على أن هذا يجب ان يكون متمثلا في حل الدولتين على الا تكون هذه نقطة البداية لعملية لا تنتهى ، بل يجب ان تكون هذه المرحلة النهائية لكين علينا أولا ان ننهى المعاناة في غزة ، وهذا يتطلب وقفًا لاطلاق النار واطلاق سراح كافة الرهائن ، ودخول كل المساعدات الإنسانية دون أي قيود ، وهذا هو الهدف من جهود وساطة مصر وأطراف أخرى والتي يدعمها الاتحاد الأوروبي دعمًا تاما ، مؤكدًا أن أى عملية برية في رفح ستكون عاقبتها كارثية وغير محمودة.
وفيما يخص الاستقرار الاقتصادي والاستثمار والتجارة ، قال السفير إن الاتحاد الأوروبي يدعم جدول اعمال التنمية 2030 الذى صاغته مصر لضمان استقرار الاقتصاد الكلى على المدى البعيد والنمو الاقتصادي المستدام، و لذا سننظم مؤتمر الاستثمار لإحضار المزيد من الشركات الأوروبية لمصر ولتعزيز التعاون لإطلاق العنان لكل القدرات الكامنة في اتفاقيتنا للتجارة الحرة، كما سنتوسع في تعاوننا بشأن قضايا المياه على أساس الإعلان المشترك بِأن شراكة المياه الأوروبية المصرية، الموقع في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في دورته الثامنة والعشرين، قائلًا: نعى تمامًا اعتماد مصر الكبير على نهر النيل ونؤكد على دعمنا لأمن مصر المائى واحترام القانون الدولى .
وأكد بيرجر ، إقرار نهج شامل للهجرة والحراك بناء على مبادئ الشراكة والمسئولة المشتركة والمشاركة للتخفيف من الأعباء، مشيرًا إلى التركيز على تنمية رأس المال البشرى من خلال التدريب والتعليم والبحث والتعاون العلمي ، حيث ارتقى التعاون والعلاقات الأوروبية المصرية لمستوى جديد .
وبمناسبة أن الاحتفال بيوم أوروبا هذا العام هو الأخير للسفير الأوروبى بمصر، فقد أشار إلى تطور العلاقات الأوروبية المصرية،خلال الأربع س
نوات الأخيرة، بدء من العديد من الزيارات رفيعة المستوى ومرورًا باجتماعات لا حصر لها بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي والحكومة، وارتفاع معدل التجارة والاستثمار و الاتفاقات المبرمة بشأن الطاقة والمياه والهيدروجين والمشاركة في رئاسة العديد من الندوات الدولية وابرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة والاستراتيجية ، وصولا الى فتح الطريق لمشاركة مصر في اكبر برنامج بحثى عالمى وفتح أكبر حافظة ببنك الاستثمار الأوروبي خارج أوروبا.
وتحدث بيرجر عن يوم أوروبا، حيث بدأت القصة بقرار أصدره وزير الخارجية الفرنسية روبرت شومان عام 1950 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بخمسة أعوام، وبعد ألف سنة من الحروب والأهوال في أنحاء القارة الأوروبية، وكانت الرسالة واضحة حملت فى سطورها أننا قد نلنا كافيتنا من الحروب، بل ايَضًا أن الأمر لن يكون هينا وأن الرحلة ستستغرق وقتا وتعاونا وثقة ، لذا يحتفل الاتحاد الأوروبى هذا الشهر بالذكرى العشرين لعملية التوسع التي بدأت في 2004 اذ انضمت قبرص والتشيك واستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا ومالطا وبولندا وسلوفاكيا وسلوقينا للاتحاد الأوروبي في الأول من مايو لعام 2004 ، وبانضمام بلغاريا ورومانيا وكرواتيا تباعا تمتع ما يقارب من 450 مليون مواطن أوروبي بالمساواة في الحقوق واتساع نطاق حرية الحركة والتنقل واقتصادات اقوى .
وحضر الحفل لفيف من الدبلوماسيين والوزراء، وعدد من الوزراء العرب والأجانب، ولفيف من رجال الأعمال وقادة المجتمع