توالت الأنشطة المختلفة التى تقوم بها المكاتب الفنية للسفارة المصرية فى روسيا، فقبل أسبوع نظم المكتب الإعلامى للسفارة المصرية معرضا تستمر وقائعه حتى الآن حول الحضارة والتاريخ المصرى بشكل فريد، حيث يخصص المعرض لذوى الإحتياجات الخاصة من المكفوفين، وذلك بالتعاون مع مكتبة المكفوفين فى موسكو، والتى تعتبر من أعرق المكتبات الفريدة فى نوعها في العالم.
وذكر بيان للسفارة اليوم السبت أن المكتب الإعلامي شارك أمس الأول بالتعاون مع الجالية المصرية بروسيا برئاسة شرف رزق في يوم المغترب العربي الذي ينظمه مكتب جامعة الدول العربية حيث أثنى كافة الحضور من سفارات عربية وأجنبية وممثلي الجاليات العربية في روسيا بأداء الجالية المصرية وحرصها العالي على إحترام سمعة الوطن في الخارج من خلال الإلتزام بالنظم المحلية وإبراز المستوى الرفيع من الإلتزام الأخلاقي، كما تم التعبير عن التقدير العالي لتواجد المصريين في مختلف المهن وتقدير الدولة الروسية للمجهودات والإسهام الكبير للمصريين في مختلف المواقع.
وانطلقت بالأمس، فعاليات أيام الثقافة المصرية فى العاصمة الروسية موسكو، والتى ينظمها المكتب الثقافى للسفارة المصرية فى موسكو بالتعاون مع مكتبة الأدب الأجنبى، حيث قام بافتتاح الفعاليات كل من السفير المصرى إيهاب طلعت نصر، والسفير فوق العادة أوليج أوزيروف نائب رئيس قسم إفريقيا بالخارجية الروسية، والذى أثنى فى كلمته على عمق العلاقات المصرية الروسية، ومتانتها وأنها تشهد فى السنوات الأخيرة تطورا ملموسا وغير مسبوق، وأكد توقعاته بأن تشهد العلاقات الثقافية بين البلدين دفعة هائلة للأمام مع هذا الزخم فى تنظيم الفعاليات الثقافية، وأنه يتابع باهتمام ما يقوم به المكتب الثقافي من أنشطة في الفترة الاخيرة.
وأشاد أوزيروف بدور مصر بوصفها البلد الأفريقى والعربى الأكبر، مشيرا إلى صحة القرار الروسى بتعزيز التواجد فى أفريقيا، من خلال البوابة الشرعية للقارة وهى مصر.
كما أكد السفير إيهاب نصر، أن العلاقات بين مصر وروسيا، تشهد في السنوات الخمس الأخيرة انطلاقات نوعية فى مختلف المجالات، ربما تتعدى ما تم تحقيقه على مدار الكثير من العقود المتعقبة.
وأضاف أن التعاون الإنساني بين البلدين يضرب بجذور راسخة فى قرون طويلة، حيث يشهد على ذلك الكثير من الشواهد المتمثلة فى الكنائس والقبور التى تعود للروس فى مصر ومثيلاتها التى تعود للمصريين فى روسيا إلى جانب إسهام مصر فى إرساء قواعد الاستشراق فى روسيا عندما قامت الدولة المصرية بإفاد الشيخ عياد طنطاوى فى سان بطرسبورج لتأسيس مدرسة الاستشراق فى روسيا.
وأشار السفير إلى أن عدد الدارسين المصريين المسجلين رسميا فى روسيا يزيد على 16 ألف طالب، وهو ما يعنى أن العدد الحقيقى، ربما يصل الضعف الأمر الذى يؤكد تقدير مصر وشعبها للمؤسسات التعليمية فى روسيا.
وتحدث القائم بعمل مدير مكتبة الأدب الأجنبى فلاديمير ماركوف، عن أهمية هذه الفعاليات، وأنها المرة الأولى التى تشهد فيها المكتبة فعالية بهذا الزخم، والثراء، حيث تشهد تنظيم 16 فعالية مختلفة (ندوات ومحاضرات ومائدة مستديرة، وورش تدريب، وعروض أفلام مصرية)، فضلا عن إقامة 6 معارض مختلفة لمقتنيات المكتب الثقافى المصرى (معرض كتب ومعرض مستنسخات، ومعرض لوحات، ومعرض برديات، ومعرض كتب عن مصر بلغات أخرى غير الروسية، وعرض لمخطوطات نادرة عن مصر)، فضلا عن قاعة للقراءة الحرة لكتب من مكتبة المكتب الثقافى المصرى.
وحرص على حضور الافتتاح السفير فوق العادة في الخارجية الروسية أنور بك فاضليانوف، والسفير فوق العادة فاليري يجوشكين، وعدد من الممثلين عن وزارة الثقافة، ومعهد أسيا وإفريقيا، ومعهد الاستشراق، ومعهد إفريقيا، ومركز بحوث المصريات التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
كما أظهرت الجالية المصرية فى مختلف المناسبات، حماسا وتفانيا فى المشاركة والتضحية، فقد شاركت هذه المرة أيضا بفقرات فنية حازت على إعجاب الحضور وانبهارهم، حيث قام الفنان المصري باسم أشقر، بتقديم عزف جميل على العود، كما تم تقديم رقصة التنورة، بإشراق الأستاذ أحمد عسكر بشكل أثار إبهار كافة الحاضرين.
كافة هذه الفعاليات وغيرها، إن دلت على شئ، فإنما تدل على حرص السفارة الروسية ومكاتبها على تمثيل مصر، بشكل يليق بها، وكذلك التناغم الجميل مع الجالية المصرى فى هذا البلد العريق برئاسة شريف رزق.