احتدم السباق خلف الكواليس، أمس السبت، على خلافة رئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس في رئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية مع عودة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى لندن، بعدما قطع عطلته في منطقة البحر الكاريبي.
وتعزز هذه العودة فرضية ترشحه لسباق رئاسة الحكومة الذي يتصدَّره ريشي سوناك بعدما نال دعم 100 نائب الضروري للترشح، قبل أن تؤكد مصادر حليفة لجونسون أنه أيضًا حصل على دعم 100 نائب في السباق الذي يبدو أنه سينحصر بينهما، على الرغم من ترشح الوزيرة الحالية المسئولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردونت.
تلاشي آمال الوحدة
وطغت معركة جونسون مع سوناك على عناوين الصحف، أمس السبت، وعنونت صحيفة إندبندنت «جونسون وسوناك يتنافسان بينما تتلاشى الآمال بالوحدة»، بينما كتبت الجارديان «القبائل المحافظة تذهب إلى الحرب».
وبث تلفزيون «سكاي نيوز» لقطات لطائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية آتية من منطقة البحر الكاريبي وهي تهبط في مطار جاتويك تقل بوريس جونسون.
وصافح جونسون صحفيين أمام المطار قبل أن يستقل سيارة.
ومساء الجمعة، قال جيمس دودريدج، حليف بوريس جونسون في البرلمان: إنه تحدث إلى «رئيسه»، مضيفًا: «لقد قال: سنقوم بذلك.. أنا جاهز».
لكن رئيس الوزراء السابق لم يعلن ترشحه رسميًا للمنصب. ولم يعلن سوناك الذي أدت استقالته من حكومة جونسون تلتها ستون أخرى، إلى استقالة رئيس الحكومة، عن ترشحه بعد. فقد بقي متكتمًا للغاية منذ خسارته أمام ليز تراس مطلع سبتمبر، لكن محطة «بي بي سي» قالت بعد ظهر، أمس السبت، إنه سيؤكد «قريبًا» ترشحه.
وهو أول من نال دعم أكثر من 100 نائب، الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين، وبالتالي الوصول إلى داونينج ستريت.
وأمام المرشحين حتى ظهر غد الإثنين لتقديم هذه التزكية، وبعد ذلك يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفًا اتخاذ قرار بشأنهما عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 من أكتوبر، وإما على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.
معركة في الكواليس
ويجري قسم كبير من السباق خلف الكواليس، حيث يحاول جونسون وسوناك اللذان كانا على خلاف منذ الصيف الماضي، الحصول على مزيد من الدعم.
وحصل ريشي سوناك على 119 تأييدًا صباح أمس السبت، متقدمًا على بوريس جونسون (71)، وبيني موردونت (25)، بحسب موقع «جيدو فوكس» الذي يتابع عن كثب تطورات السباق.
وحل حلفاء سوناك صباح أمس السبت، على جميع وسائل الإعلام.
وقال وزير العدل السابق دومينيك راب لشبكة سكاي نيوز: «إنه المرشح المثالي»، مؤكدًا «بالنظر إلى التحدي الاقتصادي الذي نواجهه، كان دائمًا على حق بشأن ما نحتاج إليه».
وأضاف: «لا يمكننا العودة إلى الوراء. لا يمكن أن نشهد حلقة أخرى من مسلسل بارتي جيت»، في إشارة إلى إقامة حفلات في مقر رئاسة الحكومة على الرغم من القيود الصارمة التي فرضت في خضم الجائحة.
واتسمت الأشهر الأخيرة لحكم جونسون بعدة فضائح، بينها «بارتي جيت» التي اعتقدت الشرطة أنه خالف القانون فيها.
ولا يزال يخضع للتحقيق من قبل لجنة المعايير البرلمانية؛ الأمر الذي قد يؤدي من الناحية النظرية، إلى تعليق عمله في البرلمان أو حتى طرده.
وحذر الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيج من أن عودة بوريس جونسون ستؤدي إلى «دوامة الموت» بالنسبة للحزب.
وقال عبر إذاعة تايمز: «قد تكون أسوأ فكرة سمعتها منذ 46 عامًا، منذ أن أصبحت عضوًا في حزب المحافظين».
دعم قوي
وكذلك أكد ديفيد فروست، حليف جونسون المقرب خلال بريكست، في تغريدة أنه يجب «المضي قدمًا»، مضيفًا: «ليس من العدل المجازفة بتكرار فوضى واضطراب العام الماضي». لكن جونسون يمكنه دائمًا الاعتماد على دعم قوي، وخصوصًا من وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتل.
كما رأى النائب المحافظ أندرو ستيفنسون «أنه زعيم أثبت نفسه».
وأضاف: «لم يمنحنا هذا الانتصار التاريخي في الانتخابات العامة لعام 2019 فحسب؛ بل حصل أيضًا على بريكست، ووضع أوسع انتشار للقاح في أوروبا، ووقف إلى جانب حلفائنا في أوكرانيا».
ورئيس الوزراء المقبل هو الخامس منذ عام 2016، عندما صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي.