نشرت صحيفة “العرب”، الأسبوعية الناطقة بالإنجليزية، تقريرا حول تدهور الاقتصاد التركي بفعل سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، مرجحة أن تستمر تركيا في دفع هذا الثمن لسنوات قادمة، حيث تجاوزت الخسائر الإجمالية التي لحقت بالاقتصاد التركي 100 مليار دولار خلال 7 سنوات، ذلك بسبب أخطاء السياسة الخارجية التي يرتكبها حزب العدالة والتنمية منذ بداية الربيع العربي.
وفي نوفمبر 2010، كان رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا آنذاك، ضيف شرف معمر القذافي في ليبيا، وحصل على جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان، وتقرب أردوغان من القذافي في ذلك الوقت داعيا إياه بـ”الأخ”.
وبعد مرورو 4 أشهر من مقتل القذافي، استضاف أردوغان عبد الرحمن الكائب، رئيس وزراء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وهنأ ضيفه على الثورة، وعقد بعض الصفقات النفطية معه، إلى جانب إنشاء بنك مشترك، ومجموعة من الفرص للشركات التركية في ليبيا، وقال رئيسا الوزراء إنهما يتطلعان إلى ما يأملان أن يكون مستقبلا زاهرا للعلاقات التركية الليبية.
وأوضح التقرير أن حكومة أردوغان كانت مستعدة للغاية للانخراط في الصراع الليبي الذي أعقب سقوط القذافي، وغضبت تركيا من نقل 300 دولار مليون جوا إلى إدارة المجلس الوطني الانتقالي، مضيفا أن أنقرة لم تفكر قط من الممكن أن يتم الإطاحة بالقذافي.
وقدمت حكومة أردوغان الدعم الأكثر أهمية للمتمردين الإسلاميين عندما اندلع الصراع في ليبيا، مما أتى بنتائج عكسية، حيث نتج عن ذلك نهب مواقع البناء التابعة للمقاولين الأتراك، وإحراق الآلات، وأسر المواطنين الأتراك أو ترحيلهم عند نشوب الصراع.
ولم تتمكن أكثر من 600 شركة تركية، التي كانت مرتبطة بمشاريع بقيمة 28.8 مليار دولار في ليبيا، منذ سبع سنوات من المطالبة بأموالها، وشهدت مشاريعها حرائق وخسائر بقيمة ملايين الدولارات، مما جعلها في حالة يرثى لها.
وبالمثل، خسرت تركيا حصتها في السوق العراقية بفضل سياسة خارجية تدعم الجماعات المتطرفة في البلاد، وفرضت بغداد حظرا على البضائع التركية، وتم إسقاط المقاولين الأتراك من المشاريع والمناقصات التي تقدر بمليارات الدولارات، وفقدت تركيا سوق تصدير كان في يوم من الأيام أكبر سوق لها.
وخسرت تركيا 20 مليار دولار في التجارة مع سوريا خلال السنوات السبع الماضية، في الوقت نفسه، وصل الإنفاق على اللاجئين السوريين في تركيا إلى 33 مليار دولار، وفقا للأرقام التي كشف عنها أردوغان في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.
وأكد أردوغان أن الإيرادات الضائعة من الصادرات والنقل والتجارة الحدودية إلى جانب التكاليف المرتبطة بملايين اللاجئين السوريين تصل إلى خسائر تبلغ 50 مليار دولار تقريبًا من سوريا وحدها، وشدد أردوغان على أن تكاليف أنقرة في الحرب السورية تزداد كل يوم.
وأوضح التقرير أن “الخسائر الإجمالية التي لحقت بالاقتصاد التركي بسبب أخطاء السياسة الخارجية التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية منذ الربيع العربي قد تجاوزت 100 مليار دولار خلال الـسبع سنوات الماضية.