عقد مركز لندن للأبحاث حلقة نقاشية حول دور مصر فى الاستقرار بالشرق الوسط، شارك فيه كل من إيلى جولد نائب مدير مركز لندن للأبحاث، والكولونيل تونى شافر، والباحث الأمريكى بيتر أوبراين، والسفير والدكتور وليد فارس مستشار حملة دونالد ترامب السابق.
فيما قال عضو الكونجرس ستيف كينج، إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ارتكبت أخطاء جسيمة في سياساته تجاه مصر وكذلك دعمهم لنظام جماعة الإخوان المسلمين التى تدعم الإرهاب والتطرف فى العالم أجمع من خلال فكرها الراديكالى الذى يدعو للعنف.
وذكر أن ما حدث فى 30 يونيو أمر جلل لا يمكن لأي إدارة أمريكية أن تتجاهله، حيث أن ما يزيد عن 30 مليون مصري خرجوا ضد النظام المتطرف للإخوان، والرئيس عبد الفتاح السيسي أنقذ الموقف حينها بوضع المصلحة الوطنية أولا والسماع لأصوات الملايين من المصريين.
وأضاف أن رد إدارة أوباما تجاهل ما يطالب به أغلبية المصريين واختار دعم نظام الإخوان المسلمين.
وأوضح كينج، أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة هي الأساس للقضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط، وعدم وجود مصر في جهود مكافحة يعني أن التطرف وعدم الاستقرار سيسود المنطقة لفترة طويلة للغاية، حيث مصر المستقرة القوية هى حجر الأساس لأي جهود لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وشدد على أن ما تقوم به إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب هو الخطوة الأولى فى استعادة مصر حليفا أساسيا وأمينا لا يستغنى عنه في المنطقة.
وقال كينج:” رسالتي للمصريين أن الأمريكيين لم يدعموا من قبل الإخوان بل إن الشعب الأمريكي يعتبر هذه الجماعة “إرهابية”، كما أن إدارة أوباما أخطأت بشكل كبير فى تقبلهم ودعمهم وهذا سيظل نقطة سوداء فى تاريخها”.
وأشار إلى أن الرئيس السيسى اتخذ خطوات جادة لدعم السلام والتسامح ومكافحة الفكر المتطرف فى مصر من ضمنها بناء الكنائس التي حرقها عناصر الإخوان المتطرفين فى 2013، وكذلك مبادرته لتجديد الخطاب الديني من خلال مؤسسة الأزهر الشريف التى يمكنها مكافحة الفكر المتطرف الذى يتبنى العنف.
فيما أكد إيلى جولد، أن هناك تفاءل حذر من قبل مصر فيما يخص العلاقات المصرية بسبب الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة في حق مصر، لكن هناك نية حقيقة لجعل هذه العلاقات أساس حقيقي للسلام والأمن فى المنطقة لأن مصر لديها مفاتيح المنطقة فيما يخص الاستقرار والأمن.
وأضاف أن دولة بحجم وإمكانيات مصر البشرية والجغرافية والتاريخية لا يمكن التخلى عنها كحليف أساسى واستراتيجي للولايات المتحدة.
فيما ذكر الدكتور وليد فارس، أن مصر الدولة الوحيدة التي يمكن أن تكون العمود الأساسى فى تحقيق الاستقرار في مصر والشرق الأوسط، لكن ذلك لن يأتي إلا بتعميق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة بشكل لا يجعل الولايات المتحدة تتصرف وكأنها تعطي أوامر لأن مصر دولة ذات سيادة وقوة.
وأوضح أن الكونجرس حتى الآن لم يغير موقفه من تصنيف جماعة الإخوان، حيث هناك مجموعة فى مجلس النواب تقدمت بمشروع قانون وهناك مجموعة أخرى فى مجلس الشيوخ بقيادة السيناتور تيد كروز أيضا تقدمت بمشروع قانون، لكن الكونجرس بشكل عام منشغل الآن بعدد من المسائل والأزمات وهناك بعض الانقسامات السياسية بين المعارضة والإدارة وبالتالي نحن لا ننتظر أن يبدأ النقاش في هذا الموضوع في القريب العاجل.
وأضاف أنه على صعيد الإدارة، فقد صدرت بعض التقارير الصحفية وهي غير مؤكدة حتى الآن لكنها تشير إلى أن الإدارة لم تضع هذا الملف بعد فى إطار برنامجها لهذه الاسابيع ولكن هذا لا يعني ان النقاش حول الموضوع لن يحدث على الاقل بعد تمرير بعض المشاريع الأساسية التي تهم الإدارة داخليا وبعد ذلك يتم البدء بمناقشة المشاريع الخارجية وعلى رأسها “الإخوان والاتفاق النووي الإيراني”.
وأضاف :”هناك فى واشنطن شعور بضرورة ان ينتقل الدور المصري في المنطقة إلى مرحلة اقوى واكثر تأثيرا، لا سيما فى مواجهة الإرهاب حيث أن مصر كدولة تواجه المجموعات المتطرفة في سيناء ومناطق أخرى وهناك خطر آخر متطرف يأتى من ليبيا، وبالتالي الأمن القومي المصري مهم بالنسبة للامن القومي الأمريكى لأن مصر تتحكم بالممر ما بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
وأشار إلى أن هناك بعض الأخطار التي تهدد الممرات المائية كما يحصل فى باب المندب في اليمن ومضيق هرمز وبالتالي فإن الولايات المتحدة تضع على أكتاف المصريين مسؤولية أكبر تتعلق بشمال البحر الأحمر، وتابع ” ننتظر أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على مساعدة مصر للقيام بدورها الاستراتيجى ويتلخص هذا الدور بتأمين الحماية للبحر الأحمر وقناة السويس وتأمين شبه جزيرة سيناء وأن يكون لمصر دور استراتيجى فى مواجهة الإرهاب في ليبيا، وبالتالى فإن محادثات الرئيسين ستركز فى جزء كبير منها على مواجهة الارهاب بالمنطقة.