تواصل جماعة الإخوان الإرهابية استغلال مواقع التواصل الاجتماعى فى الترويج للشائعات والأكاذيب ضد مؤسسات الدولة وحجم الإنجازات السياسية والاقتصادية التى حققتها خلال الفترة الأخيرة، إذ يسعى التنظيم الدولى للجماعة لإحداث حالة من التشويش المتعمد على تحركات الحكومة بنشر شائعات مستمرة عن الوزارات المختلفة مثل حملة 100 مليون صحة لعلاج المواطنين، وبطاقات التموين ورغيف الخبز، وغيرها.
واستمرت الجماعة الإرهابية فى نشر الشائعات حول منظومة الدعم بإدعاء كاذب حول حذف عدد من المستحقين من بطاقات التموين، كما زعمت الجماعة الإرهابية وفاة أحد الأطفال بسبب حملة الكشف عن السمنة والتقزم والأنيميا وهو أمر عارى تماما عن الصحة، حيث تهدف الحملة للكشف عن الأمراض ولا يوجد ما يسمى تطعيمات السمنة والتقزم والإنيميا كما أن العلاج المقدم آمن تماماً ومطابق لكافة المعايير الصحية العالمية.
وتأتى تحركات الجماعة الإرهابية بهدف نشر الذعر بين المواطنين وإحداث حالة من الخوف والقلق العام لضرب استقرار الدولة واستهداف الوزارات والمؤسسات المختلفة والترويج لمعلومات كاذبة حول عملها، وفقا للتعليمات التى تتلقاها الكتائب الالكترونية للجماعة الإرهابية ، حيث تنتشر الصفحات الالكترونية والحسابات الشخصية لأعضاء الجماعة على مواقع التواصل لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة بشكل متواصل.
من جانبه أكد الباحث الحقوقى، هيثم شرابى، أن انتشار الشائعات فى السوشيال ميديا له كثير من التأثيرات السلبية على المجتمع، وبالتالى يجب مواجهة هذا الخطر بعدة وسائل، أبرزها وجود منظومة إعلامية محترمة تمتلك عدد من الكوادر المهنية والاحترافية التي تضع المعلومة السليمة للمواطنين وتساهم في نشر الوعى الصحيح.
وأوضح الباحث الحقوقى، أهمية وجود قانون لتداول البيانات والمعلومات الصحيحة ومن مصادر موثوقة سواء حكومية أو من المراكز والمؤسسات البحثية، وتوضيح الصورة الكاملة للمشروعات، وتفعيل كل وسائل الحوار المجتمعي عن طريق الندوات والورش قبل إعلان القرارات والقوانين.
بدوره قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية على علاقة بأجهزة مخابرات أجنبية عديدة خاصة مخابرات تركيا،ويتلقى منها معلومات مغلوطة هدفها التحريض ضد مؤسسات الدولة وتستهدف مواقع التواصل الاجتماعى فى التجنيد الإلكتروني وبث الشائعات فى مواقع السوشيال ميديا.
وبشأن طريقة عمل هذه أجهزة المعلوماتية، أوضح “فهمى”، أنها تعتمد على عملاء لها ومتعاونون فى عدة مجالات، حيث تتوافر لديهم مواصفات معينة منها سرية المعلومات والقدرة على اختراق عالم السوشيال ميديا، لتنفيذ هذه المهمة.
وحول أسباب اختيار السوشيال ميديا مكانا لبث الشائعات من قبل الإخوان وأجهزة المعلومات الخارجية، قال أستاذ العلوم السياسية، إن هذه المنصات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى تشهد معارك حقيقية تلعب فيها أجهزة المعلومات لإحداث التخريب النفسي والمجتمعى عبر بث الشائعات والفتن.
وحول حرمانية المشاركة فى نشر الشائعات والأكاذيب، أكد الدكتور على محمد الأزهرى، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن نشر الشائعات حرام شرعًا، حيث حذرنا الله سبحانه تعالى من نشر الأخبار الكاذبة أو الشائعات وتصديقها والترويج لها فطالبنا بضرورة التثبت قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
وقال أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن الشائعة جاءت فى القرآن بمعنى الإرجاف، قال الله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}، وعلق على هذه الآية الشيخ ابن جزى فقال فى تفسيرها “قوم كانوا يشيعون أخبار السوء ويخوفون المسلمين”، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بعدم الانسياق خلف الشائعات كما أنه لابد من الحصول على الخبر والمعلومة من مصادرها الصحيحة.