أكد رئيس الوزراء العراقى المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة محمد شياع السودانى أن حكومته لن تسمح باستخدام الأراضى العراقية ساحة للاعتداء على الآخرين، موجها رسالة للدول الصديقة والشقيقة بأن حكومة ستتعاون وتنسق من منطلق رؤية وطنية مستقلة قائمة على أساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة، بما يعززُ المصالحَ العليا للعراقيين ومكانتَهُم وحقوقَهُم في أرضهِم ومياهِهِم وسمائِهم؛ لإقامةِ أنجحِ العلاقات، ونبذِ الحروبِ والعدوانِ.
أكد “السوداني” في أول خطاب له، الخميس، أن التحدياتِ والهمومَ التي تواجه العراق كبيرة، مشيرا إلى أن الهم الأكبر لحكومته هو أداء مسؤولياتها في هذهِ المرحلةِ بروحٍ وطنيةٍ مخلصة، وأيادٍ نظيفةٍ وعزمٍ يليقُ بتطلعاتِ العراقيين وتضحياتِهم الغالية، مضيفا “سأكون صادقاً ومترفعاً عن أيِّ غرضٍ ذاتيٍّ أو فِئوي، وسأحرصُ على التعدديةِ السياسيةِ والإعلامية، والحرياتِ العامة.”
ولفت إلى أنه تسلم كتاب تكليفه من رئيس جمهورية العراق الدكتور عبد اللطيف رشيد بتشكيلِ الحكومةِ العراقيةِ الجديدة، مؤكدا أنه سيواصل العمل لخدمة الشعب العراقى وأداء الواجبات الموكلة إليه.
وأعلن استعداده للتعاون التامَّ مع جميعِ القوى السياسية والمكونات المجتمعية، سواءٌ المُمثَّلةُ في مجلسِ النوابِ العراقى أو الماثلةُ في الفضاءِ الوطني، مشيرا إلى أن المسؤولية تضامنيةٌ يتحملُها الجميع، من قوىً سياسيةٍ ومنظماتٍ مِهْنيةٍ وقَطّاعيةٍ ونخبٍ وكفاءاتٍ وقادةٍ رأي، فنحنُ أبناءُ وطنٍ واحد، وإخوةٌ في الشدةِ والرخاء.
وأوضح أنه لن يسمح بالإقصاءِ والتهميشِ في سياساتِ العراق، فالخلافاتُ صدّعتْ مؤسساتِ الدولةِ العراقية وضيعتْ كثيراً من الفرصِ على العراقيين في التنميةِ والبناءِ والإعمار، معلنا الرغبةَ الجادّةَ في فتحِ بابِ الحوارِ الحقيقيِّ والهادف؛ لبدءِ صفحةٍ جديدةٍ في العملِ لخدمةِ أبناءٍ الشعب العراقى وتخفيفِ معاناتهِ بتعزيزِ الوحدةِ الوطنية، ونبذِ الفرقة، وشَطبِ خطابِ الكراهية.
وتابع السودانى “أتعهدُ أمامَكم أنَّ حكومةَ الخدمةِ عازمةٌ على غلق منافذِ الفسادِ عبرَ القوانينِ والتشريعاتِ الصارمة، بالتعاون مع السلطتينِ التشريعيةِ والقضائية، وأنَّ محاربةَ الفسادِ ستكونُ في مقدمةِ أولوياتِ الحكومة، وندعو الجميعَ إلى تحمُّلِ المسؤوليةِ والمشاركةِ في حملةٍ وطنيةٍ شاملةٍ في مكافحةِ الفساد.”
وأوضح أنه يسعى لإجراءِ انتخاباتٍ محليةٍ ونيابية في العراق، في أجواءٍ حرةٍ ونزيهةٍ وفي ظلِّ نظامٍ انتخابيٍ شفافٍ يطمئِنُ كلَّ المتنافسين، مضيفا “لقد آنَ الأوان لاستردادِ هيبةِ الدولة، وفرضِ احترامِ القانون، وإيقافِ نزيفِ التدهورِ والانفلاتِ بجميعِ مسمّياتهِ وأشكالهِ، والانتصارِ لقيمِ المجتمعِ العراقي الأصيلةِ؛ فالدولة هي صاحبةُ الحقِّ الشرعيِّ في نشرِ الأمنِ وبسطِ القانونِ والذَّودِ عن السيادةِ الوطنيةِ عبرَ مؤسساتِها العسكريةِ والأمنيةِ الرسمية وسنعملُ بشكلٍ جادٍ لخلقِ بيئةٍ آمنةٍ للشركاتِ الاستثماريةِ والبعثاتِ الدبلوماسية”.