السياسة والشارع المصريعاجل

شيخ الأزهر وقيادات مسيحية ويهودية وبوذية يوقعون بيان أبوظبى لحماية الأطفال

شهد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، اليوم الثلاثاء، مصادقة قادة الأديان والقيادات الروحية على “بيان أبوظبي” الصادر عن ملتقى “تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل فى العالم الرقمي”، المنعقد تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى نائب القائد العام للقوات المسلحة، وتعهد الشيخ سيف بن زايد بتفعيل بنود البيان وتحقيق أهدافه والالتزامات التى جاء بها قادة الأديان السبعة.

واصطحب وزير داخلية الإمارات، بحضور الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان المدير التنفيذى مكتب شئون أسر الشهداء فى ديوان ولى عهد أبوظبى، الضيوف فى جولة بأنحاء واحة الكرامة. ووصفت القيادات الدينية والروحية رفيعة المستوى المشاركة فى ملتقى تحالف الأديان بأنها حدث تاريخى يشكل منعطفا مهما نحو تعزيز العمل العالمى المشترك فى سبيل خير البشرية والإنسانية جمعاء، خاصة فى مجالات حماية الأطفال عبر العالم الرقمى.

وجرت المصادقة على “بيان أبوظبى” فى واحة الكرامة، بحضور قادة وممثلى الأديان على مستوى العالم، الذين أكدوا من خلال صيغة البيان التزامهم بتقديم كل ما فى وسعهم للتأثير فى المجتمعات، الدينية وغيرها، بشكل إيجابى وفق رؤية مشتركة، فى سبيل تحقيق كرامة الاطفال وحمايتهم فى العالم الرقمى.

وشارك فى التصديق على البيان سبعة من قادة الأديان، هم: فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبطريرك برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والدكتور بهاى صاحب بهاى موهيندر سينج رئيس مجلس إدارة جورو ناناك نيشكام سيواك جاثا، والقس كيشى مياموتو قائد مايوجيكاى البوذية، والحاخام مايكل شودريتش كبير حاخامات بولندا، بحضور ممثلى الأديان وقادتهم من أنحاء العالم، وممثلين عن مؤسسات ومنظمات وهيئات دولية تعمل فى مجال حماية ورعاية الأطفال.

وجاء فى نص بيان أبوظبى: “فى ظل الإيمان الراسخ بأهمية المحافظة على الكرامة المتأصلة لدى جميع الأطفال، تعهدت القيادات الدينية والإيمانية على مستوى العالم، والمشاركون فى الملتقى، بالتوحد من أجل وقاية الأطفال من التعرض للإساءة، والإسهام بشكل بنّاء فى العمل على تطوير قدرات وإمكانات أطفال العالم، بدنيا واجتماعيا ونفسيا وروحانيا، والدعوة إلى مفهوم عالمى مفاده أن التطور فى أى مجال لا يبرر أى شكل أو نوع من الإساءة للطفل، وأنه يجب مراعاة ذلك فى كل المجالات”.

وأكد البيان أن البشر يولدون وهم يتمتعون بالحق فى حياة كريمة، لينموا ويزدهروا فى بيئة مستقرة ومجتمع آمن يحترمهم ويُعلى مكانتهم، فالطفل يُمثّل اللبنة الأساسية لبناء واستقرار المجتمعات، وسر نهضتها وازدهارها، وتقدمها. ومن هذا المنطلق فإن الحفاظ على كرامة الأطفال يمكن أن يلعب دورا محوريا فى تعزيز تقدم ونهضة مجتمعاتنا والعالم الذى نعيشه، وهو أمر تكفله كل الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والعادات والتقاليد والأعراف الإنسانية، التى أكدت جميعها حق الطفل فى عيش حياة آمنة وكريمة.

وأشار البيان الذى صدق عليه القادة الدينيون والروحيون، إلى أنه فى الوقت الذى تمكن فيه الجيل الناشئ فى عصرنا من تسخير التكنولوجيا المتطورة، بات الأطفال اليوم يُمثّلون أكثر من ربع مستخدمى الإنترنت على مستوى العالم، بإجمالى ثلاثة مليارات نسمة، فإننا نجد أن الملايين من هؤلاء الأطفال يتعرضون للإساءة والاستغلال فى العالم الرقمى من خلال الاستخدام السلبى لبعض الابتكارات التكنولوجية الحديثة، التى أصبحت فى كثير من الأحيان مصدرا رئيسيا للاستغلال الجنسى للأطفال، والمتاجرة بطفولتهم البريئة فى الإعلانات والمـواد الإباحية، وارتكاب الجرائم الإلكترونية، وتجنيد الجماعات الإرهابية للأطفال والمراهقين عبر شبكة الإنترنت.

وشدد البيان على أنه من الضرورى لمواجهة هذا التحدى المعاصر العمل معا وبشكل مشترك مع القيادات الدينية كافة، لوضع الحلول الفاعلة لهذه المشكلات، وتفادى المخاطر التى تستهدف الأطفال بما قد يؤثر على أمن واستقرار مجتمعاتنا، وذلك انطلاقا من الإيمان بأن حماية كرامة الأطفال أمر يسعى الجميع إلى تحقيقه، وتوحيد الجهود والرؤى للوصول إليه على اختلاف المشارب والانتماءات الخاصة، وأنه هنالك اليوم ما نحتاجه من الفرص، والوعى، والحكمة، والابتكار، والأدوات التكنولوجية، لتحقيق هذا الواجب الدينى والأخلاقى والإنسانى.

وتعهد المشاركون والموقعون على البيان بتعزيز قيمة الحوار، من خلال دور العبادة للتأكيد على دور قادة المجتمعات فى تعزيز أمن مجتمعاتهم، وضمان كرامة الأطفال وحمايتهم، خاصة فى العالم الرقمى، وبناء الشراكات الفاعلة بين القيادات الدينية والإيمانية بمختلف مستوياتها، بهدف معالجة تأثيرات الإساءة للطفل واستغلاله فى العالم الرقمى، والعمل على إلهام القيادات الدينية والإيمانية بجميع مستوياتها، ولجميع الأديان، لتوحيد جهودهم الروحانية والعملية والتعليمية؛ للتعامل بشكل متكامل مع حقوق الأطفال والاستجابة لحالات إساءة معاملتهم ومدّ يد العون للضحايا وعائلاتهم.

كما تعهد المشاركون بإطلاق الحملات والبرامج التوعوية لتأكيد ضرورة مراعاة حق الأطفال فى العيش بكرامة إنسانية، وعدم تأثر ذلك بالتطورات التقنية والتكنولوجية، على أن تكون هذه الحملات بمشاركة القيادات الدينية والإيمانية والروحية التى لها تأثيرها فى المجتمع، وإعلان 2019 عام “كرامة الطفل وحمايته من المخاطر الناجمة عن العالم الرقمي” بهدف إلقاء الضوء على هذه القضية الخطيرة والمهمة”.

ودعا المشاركون المؤسسات العلمية والتربوية إلى تبنى مقرر دراسى لمراحل التعليم الأساسي؛ لتوعية الأطفال من مخاطر الاستخدام السلبى للتقنيات الحديثة، ومطالبة المؤسسات الحقوقية بتعقب كل مظاهر الاستخدامات السلبية للتقنيات الحديثة وتأثيراتها الضارة على الأطفال، والكشف عنها وملاحقتها قانونيا وقضائيا، فضلاً عن عقد مؤتمر سنوى يناقش الجديد فى هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى التى تتعلق بأمن المجتمعات واستقرارها، وما تم تحقيقه من إنجازات فى هذا الجانب، وما يطرأ من تحديات، بما يسهم فى تنمية الوعى المجتمعى بهذه القضايا.

وكانت واحة الكرامة فى إمارة أبوظبى قد شهدت اليوم ختام ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات، المنعقد فى دورته الأولى تحت عنوان “كرامة الطفل فى العالم الرقمي” برعاية الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى نائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات، وشارك فى الملتقى 450 من ممثلى الأديان والعقائد الروحية حول العالم، بينهم أكثر من 23 قيادة دينية وروحية يمثلون 7 عقائد كبرى. وامتدت فعاليات الملتقى على مدى يومين بين أرض المعارض وواحة الكرام بإمارة أبوظبي.

زر الذهاب إلى الأعلى