تصدى الصحفي التونسي زياد الهاني لحملة التطاول على الرئيس عبد الفتاح السيسي، من بعض الأبواق الإعلامية في بلاده، والتي تزامنت مع تسريبات إعلامية حول زيارة محتملة للرئيس المصري إلى تونس.
وكان نقيب الصحفيين في تونس، ناجي الباجوري، تطاول على السيسي منذ أيام، عقب الأنباء المتحدثة عن زيارته، وكتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي تعليقا مطولا، حمل افتراءات ضد النظام المصري، وأبرز ما جاء فيه، وتسبب في غضب أقلام صحفية هناك، قوله: «إذا أنت قادم بالفعل.. فلا أهلًا ولا سهلًا».
تعليق نقيب الصحفيين، الذي أحدث حالة من الجدل في الوسط السياسي والإعلامي، دفع الكاتب الصحفي زياد الهاني للتصدي لهذه الحملة، وأكد على ترحيبه بزيارة السيسي، ضيفا مبجلا في بلاده. الأمر الذي تسبب في حملة هجوم مضادة من عناصر موالية لحركة النهضة- الإخوان.
وقال الهاني، في سياق رده على هذه الحملة الممنهجة، في تعليق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «فقرة مختصرة كتبتها للترحيب بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتونس، كانت كافية لتخرج ما في نفوسهم المريضة والحاقدة من غل، وبذاءة وخطاب وضيع، لا قاع له».
مضيفا: «دموع التماسيح التي يذرفونها على شعب مصر المضطهد، حسب زعمهم، لم نر قطرة واحدة منها، عندما قام البوذيون في ميانمار بتقتيل عشرات آلاف المسلمين الأبرياء، وتقطيعهم وحرقهم أحياء، فهي دموع مخادعة، تعكس إحباطهم ويأسهم، بعد أن أفشل السيسي مخططات تنظيمهم الدولي لإخوان الشياطين، الذي يستظلون به، ودمرهم وبدد شملهم».
بلى، مرحبا بالرئيس السيسي، الذي سفّه أحلام المتعطشين للتسلط والدماء، وقطع رأس الحيّة الإخوانية، التي كانوا يستندون إليها ظهيرا علينا.
بالتأكيد لنا مؤاخذات على بعض قرارات السيسي في مجال الحريات، وإن ارتبط بعضها بمقتضيات الأمن القومي المصري، ونحن واثقون بأن شعب مصر كفيل- من خلال الدفع السلمي والديمقراطي- بتعديلها.
لكن لا يمكننا بحال، أن ننسى بأن الرئيس السيسي استجاب لدعوات عشرات ملايين المصريين، الذين نزلوا للشوارع، مطالبين بوقف انقلاب الرئيس المنتخب محمد مرسي على الدستور، وحماية الديمقراطية، من الالتفاف والتغول الإخواني، وبقطع دابرهم، ساهم في إنقاذ تونس من حمام دم وحرب أهلية، كان سيجرنا إليها الذين هددونا بالسحل، والدوس على رؤوسنا في الشوارع.
مرحبا برئيس مصر، شريكتنا في محاربة الإرهابيين الدواعش، و”الإسلام الغاضب” الذي أرادوه ورقة ضغط وابتزاز لنا، فتحول إلى طوق من النار حول رقابهم، يحرقهم إذا تمسكوا باللّعب به.
بلى، نريد لبلدنا أن تسع ديمقراطيته كل أبنائه، الذين يؤمنون بالحق في الاختلاف، ويحترمون الرأي المخالف، حتى وإن لم يعجبهم. أما ميليشيات السبابين الوضيعين من أصحاب الرأي الواحد الأحد، والفكر الإطلاقي المعصوم، فمكانهم الوحيد هو مزابل التاريخ.
مرحبا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ضيفا عزيزا مبجلا بين أحبائه.. وعاشت تونس حرة عزيزة منيعة، عصيّة على الظلاميين أبد الدهر، ولو كره الكارهون، أعداء الحرية والحياة.
جدير بالذكر، أنه كانت ترددت أنباء بالداخل التونسي، حول زيارة مرتقبة للسيسي إلى تونس؛ بهدف الإعلان عن مبادرة ثلاثية، تبنتها مصر وتونس والجزائر؛ لإنهاء الأزمة الليبية.