كشف تحقيق صحفي أجرته الصحيفة الأمريكية “واشنطن بوست” اليوم الثلاثاء، عن حجم المجازر التي ارتكبها نظام أبي أحمد في الحرب الأهلية التي شهدتها إثيوبيا الأشهر القليلة الماضية.
مقتل مئات المدنيين
وذكر التحقيق الذي أجرته الصحيفة الأمريكية، أنه منذ شهر مضى، كان هناك المئات من المشردين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، جراء الحرب الأهلية في إثيوبيا ينامون على سطح مدرسة.
ومع وميض في الظلام، قصفت طائرة بدون طيار مبنى المدرسة بقنبلة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 59 شخصًا وإصابة العشرات بجروح خطيرة، وفقًا لعمال الإغاثة الذين عملت منظماتهم في مخيم للنازحين داخليًا في ديبيت، الذي يقع في شمال إثيوبيا، في إقليم التيجراي الإثيوبي.
طائرات بدون طيار
وأكدت المصادر أن القتلى والجرحى مدنيون فارون من الحرب، وليسوا مقاتلين فيها.
وقامت صحيفة واشنطن بوست بتحليل صور الشظايا وصور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو مرجعية لما بعد ذلك لتأكيد استخدام ذخائر دقيقة التوجيه تركية الصنع في الضربة، والتي وقعت في الساعات الأولى من يوم 7 يناير الماضي. والجيش الإثيوبي الطرف الوحيد المعروف في النزاع أنه يمكنه الوصول إلى طائرات بدون طيار مسلحة.
يعكس ظهور الطائرات المسلحة بدون طيار في إثيوبيا انتشار الطائرات المسيرة، والتي حولت النزاعات في جميع أنحاء العالم، من ليبيا إلى أوكرانيا، حيث أصبحت الأسلحة التي كانت ذات يوم مقتصرة فقط على القوى العظمى متاحة على نطاق واسع وتستخدمها الحكومات والجماعات المتمردة لتحقيق أهداف مميتة.
وبحسب تحقيق الصحيفة الأمريكية، أنه في إثيوبيا، أدى استخدام الحكومة للطائرات المسلحة بدون طيار إلى تحويل الصراع المستمر منذ 16 شهرًا ضد جبهة تحرير شعب تيجراي لصالحها.
ويثير استخدام سلاح دقيق التوجيه في الضربة الجوية التي نفذت على المدرسة في ديدبيت أسئلة حول أهداف الحكومة الإثيوبية، والتي تقول الوثائق الداخلية لمنظمات الإغاثة إنها لم تصيب هذا المخيم فحسب، بل أيضًا مواقع أخرى بعيدة عن ساحة المعركة، بما في ذلك مطحنة الدقيق، والحافلات العامة والمزارع والفنادق والأسواق المزدحمة.
وتقول تلك الوثائق، التي تمت مشاركتها مع صحيفة واشنطن بوست، إن أكثر من 300 مدني قتلوا بطائرات بدون طيار وغارات جوية منذ سبتمبر الماضي، بما في ذلك أكثر من 100 منذ بداية هذا العام في إثيوبيا.
وتمثل تلك الوفيات جزءًا بسيطًا من الآلاف الذين قُتلوا في النزاع يقدر عددهم وأكثر من 4 ملايين آخرين، في تيجراي والمناطق المجاورة، الذين يواجهون أزمة إنسانية.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها اليوم الثلاثاء من السفر أو البقاء في إثيوبيا، باعتبارها أنها منطقة نزاع غير آمنة.