أكدت مصادر أمنية جزائرية، أنه خلال الأشهر الماضية، رصدت الأجهزة الأمنية اتصالات هاتفية متكررة صادرة من نساء وفتيات ينتمين لتنظيم داعش الإرهابي، وينحدرن من الجالية المغاربية في أوروبا، استهدفت الشباب المقيم في الضواحي والأحياء الهشة والجامعيين غير العاملين، وعملن على تحريضهم للتشبع بالفكر “الجهادي التكفيري” بأساليب متنوعة.
وقالت المصادر لصحيفة الخبر الجزائرية، اليوم الإثنين، إن “نساء مغتربات مشتبه فيهن تم استعمالهن من طرف خلايا الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية النشطة ببعض الدول الأوروبية وأجزاء من تركيا وسوريا، ساهمن بشكل كبير في تفعيل عمليات تجنيد عناصر جديدة لصالح داعش”.
وأشار مصدر مختص إلى أن “المشتبه فيهن يشتغلن، في المراحل الأولى، على جمع الأرقام الهاتفية للفئة العمرية لما بين 19 و35 سنة، من خلال ثلاثة مصادر، الأول من المحيط العائلي للأشخاص المستهدفين عن طريق استغلال فترات الإجازات الصيفية، حيث يعود البعض إلى الجزائر، وهؤلاء يعودون بكم معتبر من الأرقام الهاتفية لأقاربهم، فتكون تحت خدمة شبكات التجنيد، إضافة إلى الأرقام والعناوين الإلكترونية للشباب الباحث عن العمل والذي عادة ينشر نسخًا من السير الذاتية عبر المواقع المتخصصة في الهجرة والوظائف الخارجية، وانتهاء بالأرقام الهاتفية والمعلومات الشخصية المتوفرة عن الفئة المستهدفة، والتي تكون متاحة لمتصفحي صفحات التواصل الاجتماعي الداخلية، خصوصًا فيس بوك.
وتعتبر البيانات الشخصية والأرقام الهاتفية مادة دسمة لشبكات التجنيد، حيث تكون في متناول خلايا الدعم التي تقوم باستعمال فتيات من أجل الإشادة بتنظيم داعش، بقصد إقناع الشباب المحلي بتقبل ممارساته وأفكاره.
ورصدت عناصر الأمن سلسلة اتصالات صادرة من فرنسا، جمعت بين نساء مجهولات وشباب جامعي مقيم في عدة مناطق وسطى، أهمها ولايات بومرداس، البليدة، تيبازة والشلف، كان موضوعها الأساسي تنظيم داعش.
وفي ولاية تيبازة، عالجت القوات الأمنية شكاوى تقدم بها مواطنون مقيمون ببلدية حجوط، في يناير، أفادوا بتلقيهم سلسلة اتصالات خارجية، صدرت من فتيات تحدثن معهم باللغة الفرنسية والعربية، وكان موضوعها الإشادة “ببطولات” التنظيمات الإرهابية في العالم.