سلطت الصحيفة الضوء على قمة دول جنوب الاتحاد الأوربي (ميد 7) في جزيرة كورسيكا الفرنسية، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي ” ماكرون” التي أكد خلالها أن أوروبا بحاجة إلى “صوت أكثر اتحاداً ووضوحاً” بشأن تركيا، مشيراً إلى أن أنشطة التنقيب المارقة لتركيا بالقرب من قبرص ودبلوماسية القوة قبالة اليونان وليبيا تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه ينبغي تجنبه.
و أوضحت الصحيفة أن هذا التصعيد هو بالضبط ما يريده الرئيس التركي مع عدد متزايد من الأصوات التي تطالب الأوروبيين بضرورة أن يكونوا حازمين مع القيادة في تركيا ولكن ليس معاقبة شعبها، مشيرة إلى أن هناك انقسام أوروبي ، حيث إن دول شمال أوروبا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية لا تعبأ كثيراً بما يحدث في البحر المتوسط، لكنهم يريدون فرض إجراءات أكثر صرامة على رئيس بيلاروسيا، وفي الوقت ذاته لا يستطيعون المطالبة بمزيد من العقوبات على روسيا بسبب شبه جزيرة القرم، خاصة بعد الاشتباه في تورط موسكو في تسميم زعيم المعارضة “أليكس نافالني”.
وأضافت الصحيفة أن هناك نهجين مختلفين لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية التي من المفترض أن تكون موحدة وهذا هو سبب عدم وجود تضامن بين الدول الأعضاء البالغ عددها (27) دولة، وهذا أيضاً سبب عدم نجاح وجود قوة عسكرية أوروبية أبداً، موضحة أن هيمنة الوجود الأمريكي وحلف الناتو على القارة جعلت الأوروبيين راضين عن أنفسهم، بل وحتى كسالى مما جعلهم غير مهتمين بما يجري في المتوسط، لكن بمجرد أن يدرك أعضاء الناتو أن موارد الطاقة وأمن إمدادات الطاقة على المحك، فقد يعيدون النظر في هذا النهج البعيد.
و استشهدت الصحيفة بما فعلته مصر في وقف طموحات تركيا في ليبيا، بينما فشلت أوروبا في وقف الطموحات التركية في شرق المتوسط بسبب انقسامها، موضحة أن الرئيس ” السيسي” أدلى في وقت سابق بتصريح أكثر دبلوماسية وقوة حول طموحات تركيا في ليبيا، حيث أكد أن القاهرة لن تلجأ إلى استخدام القوة العسكرية لكنها مستعدة للقيام بذلك، وقام بحشد الدبابات والطائرات المقاتلة على مقربة من حدود مصر الغربية مع ليبيا، مشيرة إلى أن أنقرة استوعبت رسالة “السيسي” وأعادت توجيه غضبها إلى وسائل أخرى مثل الحرب الكلامية مع إسرائيل بعد اتفاق السلام مع الإمارات وتقويض القضية الفلسطينية التي يزعم ” أردوجان ” وممولوه القطريون أنهم نصبوا أنفسهم حماة لها.
ودعت الصحيفة إلى تشكيل سياسة أوروبية جديدة تحت مسمي (السلام الأوروبي) – على غرار السلام الأمريكي الذي يعني السلام الذي يجب على الولايات المتحدة الأمريكية فرضه على العالم وتلعب فيه دور رجل الشرطة الذي من حقه استخدام القوة لتحقيق السلام والأمان في الصراعات حول العالم – موضحة أن هذه هي الطريقة الوحيدة لترويض المتنمرين في المنطقة مثل تركيا.