أكدت صحيفة “السياسة” الكويتية أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين واصفة إياها بـ “الاستراتيجية“.
وقالت الصحيفة – فى افتتاحية اليوم الجمعة بقلم رئيس تحريرها أحمد الجار الله، تحت عنوان ( السيسى فى الصين … زيارة استراتيجية) – إن مبادرة الحزام والطريق، تعتبر أهم المشروعات التى ستغير وجه العالم، وتعيد ربط ما قطعته الحروب طوال قرون، من أجل ورشة تنمية عالمية تشارك فيها كل الدول التى تدخل ضمن هذه المبادرة،مؤكدة أنه لا يمكن فى أى حال من الأحوال، نجاح مشروع طريق الحرير البحرى، إذا لم تكن قناة السويس حلقة الوصل الأساسية فى هذا المشروع الاستراتيجي.
وأضافت أنه من هنا، ينظر إلى زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى الى بكين، والمشاركة فى منتدى التعاون الصيني- الأفريقى، الذى تمثل فيه مصر لاعبا مهما لجهة الربط بين الصين ودول القارة السمراء، والتبادل العلمى بينهما، خاصة لجهة جعل مصر رأس جسر للاستثمار الصينى فى القارة التى تضم 58 دولة، وتمتلك كميات هائلة من المعادن الطبيعية، ما يعنى أنها تشكل رافدا كبيرا فى زيادة التبادل الصناعى والتجارى، لافتة إلى أنه استنادا الى هذه المعطيات، فإن مصر بما تملكه من كثافة سكانية، ومساحات كبيرة صالحة للاستثمار، وقاعدة علمية متينة، تشكل الجناح الآخر لنجاح المبادرات الكبرى التى تضطلع بها الصين حاليا وتعمل على تنفيذها.
وذكرت صحيفة “السياسة” أنه فى سلسلة الزيارات السابقة التى قام بها الرئيس السيسى إلى الصين منذ عام 2014، كان يجرى إعداد البنية التحتية القانونية والخدماتية لفتح أبواب الاستثمار أمام رجال الأعمال الصينيين، ومنها قانون الاستثمار الجديد الذى أفسح فى المجال أمام المستثمرين والشركات من كل أنحاء العالم للعمل فى مصر؛ حيث الأيدى العاملة الماهرة.
وأضافت أن الصين تتميز بثقافة العمل والإنتاج التى وضعت أسسها قبل نحو اربعة عقود مع بدء نهضتها الجديدة واختيارها اقتصاد السوق والانفتاح على العالم بعد عقود من الانغلاق، واليوم مع المزيد من تعزيز العلاقات المصرية – الصينية، يجرى نقل تلك الثقافة الى مصر، خاصة فى المشروعات الكبرى التى عرف عنها مدى جودة إتقان التنفيذ من تجارب سابقة، سواء كانت فى الكويت، أو السعودية، أو الإمارات أو المغرب.
وأكدت أن الصين التى تعتبر اليوم قوة اقتصادية هائلة، استطاعت غزو العالم بمنتجات من مختلف الأنواع، تولى أهمية كبيرة لزيارة الرئيس السيسى الحالية، منطلقة من أهمية موقع مصر الجغرافى، وقدراتها الكبيرة على استيعاب الصناعات، والمشاركة فى مبادرة الحزام والطريق من موقع فاعل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم خلال الزيارة، توقيع اتفاقات عديدة فى مختلف المجالات بين البلدين، وهى تمثل قيمة مضافة فى توسيع رقعة التعاون بين الصين والعالم العربى بعد الاتفاقات السبع التى وقعت مع الكويت، ومثلها مع المغرب، لتصبح الصين حاضرة فى ما يمكن تسميته ب(مثلث التنمية العربي)، الذى يبدأ من شواطىء المحيط الأطلسى، ليصل الى بوابة الشمال الأفريقى، وينتهى فى الكويت المطلة على الخليج العربى.
وأختتمت “السياسة” افتتاحيتها قائلة “هذه هى مصر التى قلنا فى السابق إنها بعد استعادتها من براثن حكم مكتب الأوغاد، ستكون قاعدة اقتصادية مهمة فى العالم، تقوم على السلام والتعاون مع مختلف الحضارات، لتعيد اكتشاف ما راكمته حضارة سبعة آلاف سنة من العمل والجهد“.