علقت الصحيفة على قرار مجموعة ( بريكس) بدعوة (6) دول من بينها مصر للانضمام للمجموعة بداية من يناير 2024 ، موضحة أن هذا بالتأكيد الخيار الأسهل ، حيث إن المجموعة ليست منظمة دولية وليس لديها هياكل دائمة ، ولم تنشئ حتى الآن سوى مؤسسة مشتركة واحدة وهي بنك التنمية ، مضيفة أن هناك عدم تجانس بين أعضاء المنظمة الذين لديهم أنظمة سياسية مختلفة ولا يشتركون في سوق واحدة ، لكن زيادة عدد أعضاء المنظمة يقدم لهذه الدول أفضل فرصة للتأثير على المسرح العالمي .
أوضحت الصحيفة أن إضافة ( السعودية / الإمارات / إيران / مصر / إثيوبيا / الأرجنتين ) لأعضاء المجموعة يزيد من عدد أعضاء المجموعة من (5) إلى (11) دولة ، حيث تمثل المجموعة الآن حوالي (46 %) من عدد سكان الكوكب ، وما يزيد قليلاً عن ثلث الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم ، وتزيد من ثرائها دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط ، وتعزز من وجودها الأفريقي بشكل كبير ، كما ضمت المجموعة بذلك أكبر دولتين في أمريكا اللاتينية ، مشيرة إلى أنه بالنسبة لمجموعة تعتمد بالفعل على الدولتين الآسيويتين الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم ، فإن هذا يمثل تغييراً كبيرا في حجم المجموعة .
ذكرت الصحيفة أن السؤال الحقيقي الآن هو الأهداف التي يسعى إليها هذا التوسع ، فرئيس جنوب أفريقيا أكد على المكاسب الاقتصادية المتوقعة ، مشيرة إلى أنه يمكن الافتراض بالفعل أن التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الـ (11) سيزداد ، خاصة بفضل قوة القدرات الاستثمارية لـ ( السعودية / الإمارات ) ، كما ينبغي أن يسمح هذه التوسع لمجموعة البريكس بالدفاع بشكل جماعي أفضل عن اهتمامات منطقة ( الجنوب العالمي ) في مجال التنمية المستدامة ، وأن يكون لها تأثير أكبر في إصلاح النظام العالمي المتعدد الأطراف الذي لا يزال يهيمن عليه دول الغرب .
اعتبرت الصحيفة أن الأهداف السياسية الضمنية لهذا التحالف أقل واقعية ، إلا أن قرار زيادة عدد الأعضاء يشكل انتصاراً للرئيس الصيني ” شي جين بينج ” الذي كان من أشد المؤيدين له ، وإذا كان ينوي جعل المجموعة أداة لمنافسته مع الولايات المتحدة ، فسوف يواجه بذلك (2) من أعضاء المجموعة هما ( الهند / البرازيل ) اللتين لا تتمتعان بنفس الديناميكية ، وإذا كانت فكرته – التي يدعمها الرئيس الروسي ” بوتين ” – ، تتمثل في إنشاء مجموعة من الدول قادرة على معارضة مجموعة الـ (7) أو منافسة شبكة التحالفات التي شكلتها الدول الغربية حول الولايات المتحدة ، فسيواجه صعوبة في إيجاد نفس التماسك بين أنظمة سياسية مختلفة مثل تلك الموجودة في ( إيران / جنوب أفريقيا / البرازيل / الصين ) .
نقلت الصحيفة تصريحات المحلل السياسي الهندي ” راجا موهان ” الذي أشار إلى أنه كلما زاد عدد الأعضاء قلت القواسم المشتركة بينهم ، مضيفاً أن جنوب أفريقيا ليست إندونيسيا حيث ولدت حركة عدم الانحياز عام 1955، والتي كان هدفها الابتعاد عن الكتلتين المتنافستين الكبيرتين ( الكتلة الأمريكية / الكتلة السوفيتية ) ، وعدم الزج بنفسيهما في المنافسة بين القوى العظمى .