صدر حديثا عن مشروع كلمة للترجمة رواية “رافيل” تأليف جان إشنور وترجمة وليد السويركى.
ومن أجواء الرواية: كان يدرك جيّداً ما الذى أنجزه: لا شكلَ له، بالمعنى الدّقيق للكلمة، لا تطّورَ فى اللّحن، لا تنغيمَ، بل إيقاعٌ وتوزيعٌ فقط. باختصار، هو شيءٌ يدمّرُ ذاته بذاتهِ، نوتةٌ بدون موسيقى، صنيعٌ أوركسترالى بلا مادّة، انتحارٌ، السلاح الوحيد المستخدم فيه هو مدُّ الصوت، جملةٌ مكرورة، شيءٌ بلا أملٍ ولا يمكننا أن ننتظرَ منه شيئاً… وبعدما أنهى العمل ذات يوم، وعند مروره بالقرب من مصنع فيزينيه مع شقيقه، قال له: هل ترى، هذا هو مصنع “البوليرو”.
لكنّ الأمور لم تجرِ على النّحو المنتظر. فحين قُدّمت المقطوعة فى رقصةٍ للمرّة الأولى، كانت مربكةً قليلاً، لكنّ الأمر نجح. أمّا النجاح السّاحق، فقد جاء لاحقاً فى الحفلات الموسيقيّة. كان نجاحاً استثنائيّاً، فالشّيء الذى لا أملَ منه حقّق انتصاراً أذهل الجميع، بدءاً من مؤلّفه ذاته.