جريمة
صور| «التحرير» في منزل «الترزي» شهيد «العرض» بالشرقية
جنازة شهيد العرض
زوجته: «كان خايف عليَّ لآخر لحظة ومات على حجري».. والأم: كان سندي وعايزه حقه
كتب- إسلام عبد الخالق:
هدوء يحمل في طياته الحزن الكبير على فراق ابنهم، ودموع تجاهد بأسى للخروج من عيون أهالي جزيرة «الشافعي» التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، حزنًا على مقتل واحد من أبناء قريتهم، دفاعًا عن عرضه على يد بلطجية بالطريق العام.
«عليه العوض ومنه العوض.. ابني مات شهيد يا ناس وإن شاء الله داخل الجنة واللي قتلوه في النار».. كانت هذه كلمات الحاج «أحمد محمد عبدالرحيم الترزي» 60 عامًا، والد المجني عليه «ممدوح»، لـ«التحرير»، مؤكدًا أن حزنه على نجله لا تكفيه كلمات الدنيا بأسرها؛ «حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا يظهر حق ابني والشرطة تقبض على اللي قتلوه.. نفسي حقه يرجع قبل ما أموت».
تركنا والد المجني عليه، جالسًا على فراش المرض، واستمعنا لنجلته «فاطمة» 35 عامًا، (الشقيقة الكبرى للقتيل)، والتي أكدت أنه كان طيب القلب، وأن جنازته كانت خير شاهد على حب الناس له؛ «كانت جنازة ما شافتهاش البلد قبل كده، والناس كلها مشيت وراه، ولقينا ناس كتير من البلاد اللي حوالينا جايين يعزونا.. أخويا كان طيب أوي والناس كلها بتحبه».
وتابعت: «أخويا طول عمره شايل الهم من صغره، وبيجري ورا لقمة العيش الحلال.. كان بقاله فترة شغال في مطعم في مصر، ولما أخوه الكبير شحتة، طلب منه ييجي يقعد جنبنا ويخلي باله من الأرض وأبوه وأمه، رجع على طول، وكان شايلنا كلنا في عينيه.. الله يرحمك يا ممدوح».
بالقرب من «فاطمة» وجدنا طفلها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، غارقًا في دموعه، وحينما حاولنا تهدئته وسؤاله، رد بكل حزن وأسى «خالي ممدوح حبيبي مات.. كان هييجي عندنا والله وأنا قولت له تعالى يا خالي عندنا، بس هو قاللي هييجي على أول رمضان.. البلطجية قتلوه ومش هييجي عندنا.. الله ينتقم منهم».
وبعيون تسكنها الماسأة، قالت الحاجة «محاسن محمد» 55 عامًا، والدة المجني عليه: «ناري مش هاتبرد غير لما أشوف اللي قتلوه واخدين جزاءهم.. ممدوح كان عريس ويا دوب لسه مخلص جيش من 3 سنين، وعمره ما أذى حد».
وأضافت الأم: «أنا شغالة في القاهرة عند واحدة ست هناك، من زمان علشان أعرف أربي ولادي الستة، بعد ما مات منهم اثنين، وأبوهم أصابه المرض ومابقاش قادر يشتغل»؛ تواصل والدة المجني عليه سرد تفاصيل تلقيها نبأ وفاته: «يومها كنت في القاهرة، وأول ما عرفت بالخبر جيت جري وأول ما شوفت ممدوح ميت وقعت من طولي.. الله يرحمه كان هو عيني اللي باشوف بيها، ومات راجل وهو بيدافع عن حقه وعرضه.. بالله عليكم توصلوا صوتنا للأمن يقبضوا على اللي قتلوه».
«رغدة ربيع» 21 عامًا، كانت زوجة مفعمة بالشباب حولها الحادث الأليم إلى أرملة في عمر الصبا تحكي تفاصيل الحادث: «ممدوح مات في حجري وكان غرقان في دمه.. لحد آخر نفس فيه كان كل همه إن مافيش حد يؤذيني.. البلطجية ضربوه بالنار لما حاول يدافع عن حاجته.. ربنا ينتقم منهم».
واستطردت: «كنا متجوزين من حوالي سنة، والله عمره ما زعلني يوم.. ممدوح كان ابن حلال وطيب، وليلة الحادثة كنا رايحين عند عمته اللي ساكنة في عزبة بهنس في صان الحجر، لكن أول ما قربنا على البلد هناك لقينا 3 ملثمين طلعوا علينا وممدوح اتخض وقتها ووقعنا بالموتوسيكل».
وواصلت: «أول ما لقوه وقع واحد منهم قرب مننا وطلب مفاتيح الموتوسيكل وفضل يشتم في جوزي.. جوزي كان كل همه إني أبعد، وقالي ابعدي إنت، خصوصًا إن قطاعين الطريق كان معاهم سلاح، وأول ما لقيته سلم لهم الموتوسيكل بالمفاتيح زي ما طلبوا، واحد منهم راح ضربه بالنار وهربوا الثلاثة.. جريت على ممدوح راح مرمي في حجري وفضل باصص لي لحد نظرته ما غابت، وفضلت أنادي وقتها على أي حد يلحقنا، لقيت ابن عمه جه وخدنا على المستشفى بس السر الإلهي كان طلع».
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارًا من اللواء هشام خطاب، مدير المباحث الجنائية، يفيد ورود إخطار من مستشفى «الصوفية» بأولاد صقر، بوصول «ممدوح أحمد محمد عبد الرحيم الترزي» 22 عامًا، عامل، مصابًا بطلق ناري، وتوفي فور وصوله متأثرًا بإصابته.
وتبين من التحريات الأولية، أنه أثناء قيادة المجني عليه دراجته البخارية برفقة زوجته، وحال مروره بناحية عزبة «الشافعي»، اعترض مجهولون طريقه وحاولوا سرقة الدراجة، وعندما قاومهم، أطلقوا النيران عليه مما أسفرعن إصابة أودت بحياته، ولاذوا بالفرار، بينما تجمهر عدد من أقارب المجني عليه أمام المستشفى؛ للمطالبة بسرعة ضبط الجناة.