نشر موقع اليوم السابع مقالاً بعنوان العمليات الإرهابية فى مصر من «أحضان» قطر إلى قنابل «الإخوان» للكاتب عبد الفتاح عبد المنعم جاء به الأتى :
بادرت دراسات وأبحاث شتى، إلى اقتفاء أثر الإرهاب والبحث عن الأسباب التى جعلته يتمدد بشكل أخطبوطى حول العالم، فقادت الخلاصة دائمًا، إلى أن أصل الداء يكمن فى جماعة الإخوان التى نشأت فى مصر قبل نحو تسعة عقود، ومن أشهر الدراسات والأبحاث ما نشر فى مواقع عربية وعالمية من بينها «اسكاى نيوز» و«النيوزيويك» وغيرها حيث أكدت تلك الدراسات على أن نشأة جماعة الإخوان وتمددها تزامنت مع فكرة استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية، ورغم أن تنظيمات الإرهاب اتخذت عدة مسميات وقدمت نفسها عبر عدة خطابات، إلا أنها ظلت منضوية فى الواقع تحت عباءة الإخوان واستلهمت جماعات إرهابية متطرفة مثل النصرة والقاعدة وبوكو كرام وغيرها، أساليب الفوضى والتحريض والإرهاب من جماعة الإخوان، حتى وإن كان التنظيم المتشدد يقدم نفسه بمثابة تيار إصلاحى، ويزعم أنه يعمل بشكل سلمى بعيدًا عن العنف.
ويستمد الفكر الإرهابى جذوره، كما تقول الدراسات مما يسمى النظرية الإخوانية؛ التى تؤمن بالوصول إلى الحكم عبر كل السبل، وعلى رأسها العمليات الانتحارية، وتنفيذ اغتيالات بحق كل من لا يؤمن أو يعارض فكرهم.
ولتحقيق ذلك، أنجنت جماعة الإخوان جماعاتٍ بأسماء أخرى، لضمان الديمومة والبقاء، والهروب من الملاحقة.
وكلما ظهرت علاقة الجماعة بتنظيم إرهابى خارجٍ من رحمها، وجرى وضعه على لوائح الإرهاب، تتنصل تلك الجماعات من بعضها البعض، وتغير أسماءها للإبقاء على الأخرى.
فى غضون ذلك، يبقى التمويل مستمرًا، إذ ترسل جماعة الإخوان، الأموال والأسلحة لتلك الجماعات الإرهابية، حتى تمدها بأسباب البقاء.
ولا تختلف جماعات مثل داعش والنصرة والقاعدة، إلا بسبب نزاعها على السلطة، فهى لا تتباين فى رؤيتها للعنف، ولكن فى توقيت ممارسته وتقنيات الوصول إليه..
وتنتهج جماعات التشدد أساليبًا مختلفة، ففى أوقات الضعف، تخفى الجماعة نواياها وتتماهى مع المجتمعات، لكنها تستمر فى تمويل أى جماعة إرهابية أخرى من شأنها خلق الفوضى.
ويظهر الوجه المتطرف للإخوان، حين تأتى الفرصة وتتغير الظروف المحيطة والتى تكون غالبًا على شكل احتجاجات شعبية لأناس بدون حسابات سياسية.
وتحرص الجماعة على ركوب الموجة فى كل شارع متوتر، وتحوِّل الحدثَ العارض لمشروع ثورة، وتحول معها المطالب الشعبية إلى مطالب تحمل شعارات الإخوان المسلمين.
واستفادت جماعة الإخوان الإرهابية، من دول عدة أتاحت لها تربةً خصبة لتنمو وتتمدد، إما لكونها تنسجم مع الرؤية السياسية لتلك الدول، أو لاستخدامها كورقة سياسية. وتغلغلت الجماعة فى مفاصل حكم تلك الدول الداعمة لتدفعها للتدخل وتغذية الصراعات وتحويل الجماعات المتطرفة لجماعات منظمة مدعومة عسكريًا وإعلاميًا.
ولعل خيرَ مثال على ما ذكر، دولة قطر، فإضافة إلى تمويل تلك الجماعات بالأموال والسلاح، انفردت وسائل الإعلام القطرية ببث بيانات وتسجيلاتِ أبرز قادة الإرهاب فى العالم، وفتحت قطر منابرها الإعلامية لتحريض تلك الجماعات.
وفى المنحى نفسه، دعمت قطر جماعة الإخوان ومثيلاتها من الكيانات الإرهابية واستضافت عناصرها كما فتحت منصات إعلامية للتحريض، يبقى على دورة حياة التنظيمات الإرهابية.