ترى المرشحة لجائزة نوبل للسلام، جريتا ثونبرج، أن البشر بحتاج إلى تغيير النظام لإنقاذ الكوكب فى ظل التغييرات المناخية التى باتت تشكل تهديدا لسكان الأرض، ويتق غالبية الخبراء، من الفريق الدولى المعني بتغير المناخ، على الحاجة للتغيير.
لكن بالنسبة لمعظم الناس، غالبًا ما يكون من غير الواضح التغييرات التى يجب إجراؤها فعليًا لمعالجة المشاكل البيئية.
ونشرت مجلة نيوزويك الأمريكية الخميس، 6 تغيرات يرى الخبراء والعلماء ضرورة إجرائهم على نمط حياة الشعوب لتحسين الحياة ومكافحة التغير المناخى والحد من زيادة درجة حرارة الجو فى الكرة الأرضية. غير أن أغلب النقاط جدلية وتشكل ما هو نقيض جهود الدول فى التنمية.
1. تركيز أقل على النمو الاقتصادى
ويرى العلماء إن تحقيق النمو، ستهلك المزيد من المنتجات، فهذه المنتجات تحتاج إلى مواد خام وطاقة لإنتاجها، وغالبًا ما تؤدي إلى هدر مفرط عند التخلص منها. ومن ثم، فإن السعى لتحقيق النمو الاقتصادى يؤدى إلى إهدار الموارد الشحيحة. وينصح البعض بالتركيز على التنمية البشرية ومؤشر التقدم الحقيقى، الذى يجمع بين المكاسب المالية والفوائد غير السوقية مثل الإنسان الصحة والحد من التدهور البيئى.
2.العمل ساعات أقل
من منظور بيئى، فإن العمل أقل، لمدة أربعة أيام اسبوعيا، له فوائد عديدة. حيث استغراق ساعات أقل فى التنقل إلى العمل، ومنح المزيد من الوقت لطهى الطعام الصحى والمزيد من الوقت لقضاء العطلات، دون الحاجة إلى الطيران. كما يعنى انخفاض دخل الأسرة فرصة أقل للاستهلاك الزائد للسلع “الفاخرة” التى تدفع النمو الاقتصادى دون إضافة قيمة كبيرة للمجتمع.
فمن شأن خطط العمل اربع ايام أسبوعيا والحصول على مستوى الدخل الأساسى عالميان أن يساعد أيضًا فى خلق مستويات أكبر من فرص العمل الهادفة، وحماية الصحة العقلية للأشخاص وتقليل عدم المساواة المجتمعية، بالإضافة إلى توفير المزيد من وقت الفراغ ووقت العائلة.
3.لا تعتمد فقط على التكنولوجيا
تمثل التطورات التكنولوجية مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والمدن الذكية خطوات مهمة لخفض انبعاثات الكربون المضرة، لكنها ليست “الحل” الوحيد لمواجهة تغير المناخ. لذا يجب استخدام التقدم التكنولوجى جنبًا إلى جنب مع تغييرات نمط الحياة إذا أردنا تحويل مجتمعنا بيئيًا واجتماعيًا.
4.تعرف على الطبيعة والاعتناء بها
نحن بحاجة إلى تقدير الطبيعة وحمايتها الآن. لذا يقترح العلماء تدريس التاريخ الطبيعى فى المدارس وهو مكان جيد للبدء. فحماية النظم الإيكولوجية واستعادتها على نطاق واسع سيعزز أيضًا التنوع البيولوجى، ويخزن الكربون ويقلل التلوث.
5. ضرائب أعلى ونقل مدعوم
الزيادات الإضافية فى الضرائب (على سبيل المثال على الوقود)، وبدون بدائل، لا تقدم الكثير على صعيد تغيير السلوك. بدلاً من ذلك، فهو يزيد العبء المالى على الأقل ثراءً، وهذا أحد العوامل التى تقف وراء الاحتجاجات الأخيرة “السترات الصفراء” فى فرنسا. ولتحقيق تغييرات سريعة وعادلة فى سلوك المستهلك، يجب أن تكون هناك زيادة كبيرة فى الضرائب على المنتجات الأكثر ضررًا بالبيئة لتحويلها من السلع اليومية إلى سلع فاخرة. وسيشمل ذلك السفر الجوى والوقود الأحفورى واللحوم الحمراء.
ونحتاج أيضًا إلى ضمان توفر بدائل سليمة بيئيًا ومدعومة كثيرا. وربما يشمل ذلك مواصلات عامة مدعومة ومريحة، وخطط لمشاركة السيارات واستئجار الدراجات، ودعم الخضروات الطازجة وبدائل اللحوم، كل ذلك سيساعد الناس على الانتقال بسهولة إلى نمط حياة بيئى صحى.
6. الفكر محليا
لمعالجة تغير المناخ حقًا، نحتاج إلى التفكير محليًا وفهم تأثير سلوكياتنا على مجتمعاتنا. الزراعة وإنتاج الطاقة والتخلص من النفايات هى أمثلة واضحة على ذلك. وتشير الأبحاث الحديثة حول المصايد الساحلية الصغيرة فى جميع أنحاء العالم إلى أنه إذا اعتمدنا على هذه الأسماك، بدلاً من المصايد الواسعة، يمكننا زيادة المخزونات السمكية بشكل كبير، وزيادة الأمن الغذائى فى البلدان النامية وتحسين الاقتصاديات المحلية لمدن الصيد في بلدان مثل المملكة المتحدة.