عثر العلماء على مستوطنات طبيعية على سطح المريخ، وذلك من خلال الكشف عن أنابيب الحمم على الكوكب الأحمر التي يمكن أن تحمى البشر من الإشعاع القاتل وتوفر بيئات قابلة للتنفس، فبعد مسح 1500 صورة التقطتها مركبة الاستطلاع المريخية، يعتقد فريق من الخبراء أنهم اكتشفوا حلاً لمستوطنات البشر وهو أنابيب الحمم البركانية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية فإن المنطقة التي تعرف باسم “هيلاس بلانيتيا” في نصف الكرة الجنوبي، تنتشر بها تشكيلات بركانية يمكن استخدامها لحماية الطاقم من الإشعاع، حيث ينخفض التعرض بنسبة 82% داخل الحفر لأنماط الطقس القاسية. ويمكن أيضًا إغلاق الكهوف، مما يسمح لرواد الفضاء بإضافة التكنولوجيا لتسخين الهيكل وخلق بيئة قابلة للتنفس في الداخل.
فيما تحث الأبحاث الآن وكالة ناسا على استخدام هذه المنطقة كموقع هبوط، حيث تتلقى إشعاعًا أقل بنسبة 50% من الأجزاء الأخرى من المريخ بسبب الارتفاع المنخفض. وتتكون أنابيب الحمم البركانية من الصهارة المتدفقة ويتم إنشاؤها عندما تبرد القنوات المتدفقة بسرعة، كما تشكل قشرة قوية فوق سطح الحمم البركانية، فيتوقف تدفق الحمم البركانية، ويصرف من الأنبوب ويترك مساحة فارغة على بعد عدة أقدام تحت السطح.
تشكلت “هيلاس بلانيتيا”، وهي حوض تصادم في نصف الكرة الأرضية الجنوبي لمار، منذ حوالي 4.1 مليار إلى 3.8 مليار سنة عندما اصطدم كويكب ضخم بالسطح. وعلى طول الحافة الشمالية الشرقية من هيلاس يوجد جبل بركاني قديم، يسمى Hadriacus Mons، والذي سمح بتكوين أنابيب الحمم البركانية حول المنطقة.
وجاء في الدراسة التي قادها أنطونيو باريس، كبير العلماء في مركز علوم الكواكب: “يمكن استخدام أنابيب الحمم بالقرب من Hadriacus Mons كملاجئ للإشعاع الطبيعي وموائل لمهمة الطاقم إلى كوكب الأرض”.
وأضاف باريس: “هذه الكهوف الطبيعية لها أسقف يقدر سمكها بعشرات الأمتار، مما سيوفر حماية الطاقم من التعرض ليس فقط للإشعاع المفرط، ولكن أيضًا من قصف النيازك الدقيقة، والتعرض لبيركلورات التربة الخطرة بسبب العواصف الترابية طويلة الأجل، و تقلبات درجات الحرارة القصوى”.