ذكرت الصحيفة أن السعودية قامت بتكثيف جهودها لحل أزمتها مع قطر، وذلك بعد هزيمة الرئيس الأمريكي “ترامب”، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات المتعلقة بهذا الأمر، مشيرة إلى أنه يُنظر إلى خطوة إنهاء حصار دول الخليج على جارتهم قطر على أنها محاولة من ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لكسب ود إدارة “بايدن” القادمة، وكهدية وداع لـ “ترامب”.
أشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تكون إدارة “بايدن” أكثر برودة تجاه الأمير الشاب “محمد بن سلمان” الذي كان محل انتقادات من جانب الديمقراطيين على خلفية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، وحرب اليمن، واحتجاز العشرات من النشطاء ورجال الأعمال وكبار أفراد العائلة المالكة، على عكس النهج الذي اتبعه “ترامب” مع السعودية.
نقلت الصحيفة عن مستشار للسعودية والإمارات – لم تسمه – قوله إن حل الأزمة مع قطر يعد هدية لـ “بايدن”، وأن ولي العهد “محمد بن سلمان” يشعر أنه في مرمى النيران بعد فوز “بايدن” في الانتخابات ويريد اتفاقاً مع قطر لإرسال إشارة مفادها أنه مستعد لاتخاذ خطوات عملية، ومن جانبه، ذكر المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي “علي الشهابي” أن القيادة السعودية كانت منذ شهور منفتحة على إيجاد حلول لعلاقتها مع قطر، وأنهم كانوا يعملون على إغلاق العديد من الملفات الساخنة منذ فترة، ومن الواضح أن هذه إحداها.
ذكرت الصحيفة أن الجولة الأخيرة من المحادثات في هذا الصدد جرت بوساطة (أمريكية – كويتية) من أجل وضع أسس المفاوضات المباشرة بين (الرياض / الدوحة)، وفقاً لما أفاد بذلك دبلوماسي مطلع على المحادثات، لم تسمه الصحيفة، الذي أوضح أيضاً أن قطر تريد التأكد من وجود شروط مسبقة قبل البدء في محادثات ثنائية، وقد تشمل إجراءات بناء الثقة مثل رفع الحظر الجوي، والسماح للمواطنين القطريين التنقل بحرية إلى البلدان التي فرضت الحظر.
نقلت الصحيفة عن مستشار للرياض وأبوظبي – لم تسمه – قوله إن قيادتي البلدين تريدان من الدوحة تخفيف حدة قناة الجزيرة ، التي يتهمها منتقدوها بأنها أداة دعائية للدوحة، وأن توقف انتقاداتها للسعودية، مشيرة إلى أن الرياض لم ترد على الفور على طلب الصحيفة للتعليق، موضحة أنه الرياض وأبو ظبي قد وضعوا قائمة من (13) مطلباً لفك الحصار عن الدوحة في الماضي أبرزها تقييد العلاقة مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، وإيقاف بث قناة الجزيرة، إلا أن اتفاقاً جديداً توصل إليه وسطاء كويتيين سيحل محل البنود الـ (13) وذلك تمهيداً إلى طريق المصالحة، حسبما أفاد بذلك مستشار للرياض وأبو ظبي، وأن المصالحة قد تشمل اتفاق على شحن الغاز الطبيعي من قطر إلى البحرين، وفقاً لما أفاد بذلك مصادر على علم بالمفاوضات.
ذكرت الصحيفة أن شخص مطلع على موقف الدوحة أكد أنه لم تتم مناقشة أي تفاصيل بشأن تدابير بناء الثقة، فضلاً عن وجود علامات استفهام بشأن موقف أبوظبي، ففي الأسبوع الماضي، شدد سفير الإمارات في واشنطن “يوسف العتيبة” على أن إنهاء النزاع ليس بالأولوية، وأن الخلافات مع قطر هي حول اتجاه الشرق الأوسط المستقبلي”، بينما نقلت الصحيفة عن مسئولين غربيين ومحللين إقليميين قولهم إن الإمارات قد تأتي متأخرة عن حليفتها السعودية – في خطوة بناء العلاقات مرة أخرى مع قطر -.