أجرت الصحيفة حواراً مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” أكد خلاله أن الجهود المبذولة لتمديد الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس تتوقف على قيام حركة حماس بتحديد مكان عشرات النساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة من قبل المدنيين والعصابات، موضحاً أن هناك أكثر من (40) امرأة وطفلاً ما زالوا محتجزين في غزة ولا يعتقد أنهم محتجزون لدى حماس، مضيفاً أن الهدنة يمكن تمديدها إذا تمكنت حماس من استغلال هذه الهدنة لتحديد مكان هؤلاء الرهائن، مشيراً إلى أن إسرائيل زودت قطر بقائمة تضم أكثر من (90) امرأة وطفلاً تم أسرهم خلال هجوم حماس يوم (7) أكتوبر، مشيراً إلى أن حركة حماس أبلغت قطر بأن مقاتليها لم يقوموا بأسر مدنيين، وأن من قام بذلك الجماعات المسلحة الأخرى والفلسطينيين الذين اجتاحوا جنوب إسرائيل بعد أن اخترق مقاتلي حماس الحواجز الأمنية الإسرائيلية حول غزة، مضيفاً أنه عندما تم التوصل إلى صفقة الرهائن، تم الاتفاق على إطلاق سراح (50) امرأة وطفلاً لأن هذا هو العدد الذي قالت حماس أنها تمكنت من تأمينه، موضحاً أن حركة الجهاد الإسلامي تنسق مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن.
ذكرت الصحيفة أن الشيخ “محمد” أكد أن الإخفاق في تمديد وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، كما انتقد القوى الغربية لعدم ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء القتال، محذراً من أن القصف الإسرائيلي وحصار غزة قد يؤدي إلى خلق جيل متطرف من الشباب العرب، مشيراً إلى أن إدارة “بايدن” كانت مفيدة طوال مفاوضات الرهائن، لكنه أضاف “نعتقد أن هناك المزيد الذي يتعين القيام به بشأن وقف إطلاق النار”، ودعا إلى التعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس بنفس طريقة التعامل مع الصراعات الأخرى، مشيراً إلى أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد هذا الدمار والقتل في غزة والتهجير واجب على الجميع، مؤكداً أن هناك خيبة أمل كبيرة في المنطقة من رد فعل الغرب، مشيراً إلى أن الجميع “يتفق على أن ما حدث في 7 أكتوبر كان هجوماً مروعاً، وندين قتل المدنيين، ولكن كنا نتوقع من الغرب أن يدين قتل الفلسطينيين”، مؤكداً أن هدف إسرائيل المعلن المتمثل في تدمير حماس واستئصالها من غزة ليس واقعياً، قائلاً: “تدمير حماس من خلال استمرار هذه الحرب لن يحدث أبداً، وأن هذا لن يؤدي إلا إلى تأجيج خطاب التطرف والتشدد، ونحن بحاجة إلى حل سياسي يضمن السلامة للشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة بحاجة إلى أفق سياسي لإقامة دولة خاصة بهم قابلة للحياة، ليكونوا قادرين على اختيار قيادتهم وأن يكون لديهم حكومة واحدة تدير غزة والضفة، وبخلاف ذلك، لن يكون هناك حل، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي: “خطتنا الوحيدة هي وقف الحرب”، مضيفاً أن “الحديث عن اليوم التالي للحرب مع استمرار القتل والمجازر هو بمثابة تأييد لهذه الحرب”، مشيراً إلى أن حجم الغضب والانفعال لدى السكان العرب في المنطقة غير مسبوق عندما يرون هذه الصور، ولا أحد يتحرك لوقف ذلك.