عقب انتهاء الجلسة الموسعة للدورة الثامنة لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى، عقد سامح شكرى وزير الخارجية جلسة حوار سياسى، اليوم الخميس، مع فيدريكا موجيريني نائبة رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية والأمنية.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكرى استهل اللقاء مشيدا بما تم من جهود خلال الفترة الماضية لتنشيط الإطار المؤسسى للعلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى وصولا إلى انعقاد الدورة الثامنة لمجلس الشراكة.
وذكر حافظ، أن النقاش حول القضايا الإقليمية والدولية استحوذ على الجزء الأكبر من الحوار السياسى، وذلك فى إطار حرص الجانبين على مواصلة التشاور والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتساقا مع أولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى للفترة 2017-2020 التى اُعتمدت فى الدورة السابعة لمجلس المشاركة فى بروكسل فى يوليو 2017
وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكرى تطرق خلال اللقاء إلى ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى كشرط أساسى لتحقيق السلام الدائم والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك عن طريق الالتزام بحل الدولتين بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتم تناول العديد من قضايا المنطقة؛ فحول الأزمة الليبية، شدد الوزير شكرى على أهمية الدفع بالمسار السياسى لحلحلة الوضع المتأزم هناك، والذى يجب أن يكون من صنع الليبيين انفسهم وبعيدا عن أى ضغوط خارجية، بما يحقق الاستقرار السياسى والأمنى فى ليبيا، ويواجه الإرهاب، ويعيد بناء مؤسسات الدولة الليبية.
كما تطرقت المباحثات أيضا إلى تطورات الصراع فى سوريا، حيث تناول شكرى أهمية البناء على نقاط التوافق الدولية لإرساء الحل السياسى فى البلاد بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسستها، والتأكيد على الثوابت فى شأن عدم وجود حل عسكرى للأزمة مهما طالت. كما تم الترحيب بالاتفاقات والتفاهمات التى تم التوصل إليها مؤخرا بين الأطراف اليمنية فى مشاورات السويد، باعتبار ما تحقق خطوة هامة فى إطار التوصل لحل سياسى شامل، مع الإعراب عن الأمل فى التزام الأطراف اليمنية بتنفيذ ما تم التوصل إليه.
ومن جانبها، أشادت “موجيريني” بالدور المصرى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية والتهدئة فى قطاع غزة، مؤكدة على الموقف الأوروبى الداعم لحل الدولتين. كما ثمنت المسئولة الأوروبية الجهود المصرية لتسوية الأزمة الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية.
وأردف حافظ أن شكرى وموجيريني ناقشا أيضا الأوضاع فى القارة الأفريقية، لاسيما على ضوء تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى فى فبراير المقبل، حيث أكد شكرى على تطلع مصر للتعاون مع الشركاء الدوليين بما في ذلك الاتحاد الأوروبى لتحقيق أهداف أجندة تنمية 2063 للاتحاد الأفريقى وأهداف التنمية المستدامة 2030، مبرزاً أولويات مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقى لتحقيق التكامل الإقليمى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والأمن.
وذكر المتحدث باسم الخارجية أن المسئولين ناقشا أيضا سبل مواجهة التحديات الدولية التى تحظى باهتمام الجانبين المصرى والأوروبى، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة اتباع نهج شامل ومتوازن يعالج الجذور الاقتصادية والاجتماعية للهجرة غير الشرعية، فضلا عن أهمية مواصلة وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين لمكافحة الإرهاب والتطرف من منظور متكامل.